الأمراض المنقولة جنسياً (STDs) هو مصطلح يشير لمجموعة من الأمراض التي تنتقل من شخص لآخر نتيجة ممارسة الجنس. يوجد العديد من المخلوقات الدقيقة كالبكتيريا والفطريات والفيروسات التي تسبب تلك الأمراض والتي تنتقل بدورها من شخص لآخر عن طريق السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية أو سوائل الجسم الأخرى كالدم واللعاب والحليب، مما سبق يمكن استنتاج أن ممارسة الجنس هي الطريقة الأشهر وليست الوحيدة لانتقال تلك الأمراض من شخص لآخر فيمكن انتقال تلك الأمراض عن طريق الوخز بالإبر أو نقل الدم وقد تنتقل من الأم لجنينها عن طريق المشيمة أو لطفلها أثناء عملية الرضاعة.
1- الكلاميديا Chlamydia
تعتبر الكلاميديا من أشهر الأمراض المنقولة جنسياً، غالباً لا يشعر المصاب بهذا المرض بأية أعراض لكن مع تطور المرض تبدأ الأعراض في الظهور والتي تتمثل في:
- ألم أثناء الجنس والتبول.
- إفرازات صفراء أو خضراء اللون.
- ألم أسفل البطن.
إذا تجاهل المُصاب تلك الأعراض فإن احتمال تطور المضاعفات يُصبح مرتفعاً فقد تنتقل العدوى لتسبب عدوى بالخصيتين والتهاب بالبروستاتا والتهاب الحوض الذي قد يؤدي في النهاية إلى العقم.
إذا كانت الأم الحامل مصابة بالكلاميديا فمن الممكن أن تنتقل العدوى للجنين أثناء الولادة مما يتسبب في إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي وعدوى بالعين وقد ينتهي به الأمر فاقداً لبصره. يمكن تجنب كل ذلك إذا التزمت الأم بالعلاج المناسب حيث أن الكلاميديا من الأمراض القابلة للعلاج بسهولة عن طريق تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب.
2- فيروس الورم الحليمي البشري HPV
ينتقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق تلامس البشرة وممارسة الجنس ومن أشهر أعراض الإصابة به ظهور الثآليل بالمنطقة التناسلية والفم والحلق. يوجد العديد من الأنواع لذلك الفيروس أخطرها (HPV-16 ،HPV-18) حيث يتسبب هذان النوعان تحديداً في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان كسرطان عنق الرحم وسرطان الفم وسرطان المستقيم بالإضافة لسرطان الأعضاء التناسلية الخارجية.
لا يوجد علاج محدد لفيروس الورم الحليمي البشري فغالباً ما تُشفى العدوى بدون تدخل علاجي، لكن وعلى الرغم من ذلك يوجد لقاح وقائي ضد النوعين المسبيين للسرطان(HPV-16 ،HPV-18).
3- مرض الزهري
أحد أشهر الأمراض المنقولة جنسياً، في مراحل المرض الأولى لا يلاحظ المريض أية أعراض ومن ثم تبدأ الأعراض بالظهور وهي كالآتي:
- قُرحة دائرية صغيرة غير مؤلمة على الأعضاء التناسلية أو الفم.
- صداع.
- ألم بالمفاصل.
- طفح جلدي.
- حمى.
- إرهاق شديد.
- خسارة الوزن.
- تساقط الشعر.
من الممكن أن يؤدي مرض الزهري للعديد من المضاعفات الخطيرة مثل:
- فقدان البصر والسمع والذاكرة.
- اضطرابات وأمراض عقلية.
- عدوى بالحبل الشوكي والمخ والقلب.
- الوفاة.
يمكن انتقال هذا المرض من الأم للجنين أثناء الحمل وهو أمر غاية في الخطورة لذلك يجب فحص جميع الحوامل للكشف عن مرض الزُهري.
لحسن الحظ يمكن علاج مرض الزهرى في مراحله الأولى بكل سهولة عن طريق المضادات الحيوية.
4- فيروس نقص المناعة HIV
يعتبر فيروس نقص المناعة HIV من أخطر الفيروسات على الإطلاق حيث يقوم بإضعاف جهاز المناعة إلى أن يتم تدميره تماماً وإفقاد المريض كل سُبل الحماية ضد الأمراض، لذلك في الحالات المتقدمة من الإصابة بذلك الفيروس والتي تُعرف بالإيدز فإن أي مرض أو كائن دقيق مهما كانت درجة ضعفه من الممكن أن يتسبب في قتل المريض.
في المراحل الأولى من الإصابة بفيروس نقص المناعة HIV تظهر على المريض مجموعة من الأعراض غير المحددة والتي تشبه إلى حد كبير أعراض الإصابة بالبرد لذلك فإن اكتشاف العدوى في تلك المرحلة يكون غاية في الصعوبة إلا إذا تم اكتشاف الإصابة عن طريق المصادفة أثناء إجراء فحوص روتينية. غالباً ما تختفي الأعراض المبدأية المشابهة لأعراض نزلات البرد المعتادة بعد حوالي شهر تقريباً ثم بعد ذلك يبدأ الفيروس بالتكاثر بالجسم بدون إحداث أية أعراض لمدة سنوات بينما يعاني البعض من بعض الأعراض كالتعب والإرهاق والحمى والصداع.
لا يوجد علاج نهائي لفيروس نقص المناعة HIV حتى الآن لكن يوجد العديد من خيارات العلاج الفعالة التي تساعد على خفض مستوى الفيروس بالجسم وبالتالي السيطرة على العدوى بحيث لا تتطور للإصابة بالإيدز. عند اكتشاف المرض في مراحله الأولى ومع العلاج يستطيع المُصاب أن يعيش حياة طبيعية دون التعرض لخطر الإصابة بالإيدز أو نقل العدوى لشريك حياته عن طريق الاتصال الجنسي، لذلك فإن اكتشاف العدوى بفيروس HIV في مراحله الأولى يعتبر أمراً غاية في الأهمية.
5- مرض السيلان
تتسبب بكتيريا النيسرية البنية بالإصابة بمرض السيلان والذي يصيب النساء والرجال وينتقل من شخص لآخر أثناء ممارسة الجنس. غالباً لا يتسبب مرض السيلان بظهور أية أعراض على المريض لكن في حال ظهور الأعراض فإنها تتمثل فيما يلي:
- إفرازات صديدية من القضيب أو المهبل.
- ألم أثناء ممارسة الجنس وأثناء التبول.
- زيادة عدد مرات التبول عن المعتاد.
- تورم وألم بالخصيتين.
- زيادة الإفرازات المهبلية.
- آلام بالحوض والبطن، نزيف مهبلي.
إذا تجاهل المريض الأعراض السابقة ولم يخضع للعلاج فمن الممكن أن يتسبب مرض السيلان بحدوث مضاعفات خطيرة كانتقال العدوى للخصيتين والبروستاتا أو الإصابة بالتهاب الحوض والعقم.
في حال كانت الأم الحامل مصابة بمرض السيلان يجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجد حيث إن مرض السيلان يمكن أن ينتقل للطفل أثناء الولادة ويتسبب له في مشاكل صحية خطيرة.
6- قمل العانة
قمل العانة من الحشرات التي تتخذ شعر العانة موطناً لها وتتغذى على دم المريض تماماً كقمل الرأس وغيرها من الطفيليات، تنتقل هذه الحشرات من شخص لآخر أثناء ممارسة الجنس ويمكن أن تنتقل لأماكن أخرى بالجسم تحتوي على شعر خشن كالساقين والإبطين والأهداب. يتسبب هذا المرض في بعض الأعراض مثل:
- حكة شديدة في المنطقة التناسلية.
- التهيج والشعور بعدم الراحة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم(حُمى)
- انعدام الطاقة نتيجة فقدان الدم.
يمكن القضاء على تلك الحشرات عن طريق استخدام كريمات طبية وغسول للقضاء على الحشرات وبويضاتها، تُباع هذه المنتجات في الصيدليات ولا تحتاج لوصفة طبية.
7- داء المشعرات
يتسبب كائن طفيلي أولي أحادي الخلية بالإصابة بهذا المرض، ينتقل هذا الطفيل من شخص لآخر عن طريق ممارسة الجنس. أكثر من ثلثي المصابين بداء المشعرات لا يظهر عليهم أية أعراض، بينما تظهر الأعراض على أقل من ثلث المصابين وتشمل تلك الأعراض:
- في النساء: إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، حكة واحمرار بالأعضاء التناسلية، ألم عند الجماع والتبول.
- في النساء الحوامل: بالإضافة للأعراض السابقة فإن النساء الحوامل قد ينقلن العدوى لأطفالهن أثناء الولادة وغالباً ما تتعرض تلك النساء لخطر الولادة المبكرة وولادة أطفال ناقصة الوزن.
- في الرجال: تهيج بالقضيب، ألم أثناء التبول، إفرازات من القضيب.
من الممكن أن يؤدي داء المشعرات لبعض المضاعفات كعدوى القناة البولية والتهاب الحوض والعقم.
8- مرض القوباء
تتسبب العدوى بفيروس الهربس البسيط بمرض القوباء. يوجد نوعان من فيروس الهربس، النوع الأول(HSV-1) غالباً ما يتسبب بظهور قرح البرد أمّا النوع الثاني(HSV-2) هو ما يتسبب غالباً بالقُرح التناسلية. على الرغم من ذلك فإن فيروس الهربس من النوع الأول يمكن أن يسبب عدوى تناسلية أيضاً لكن بنسبة أقل. ينتقل هذا المرض عن طريق الاتصال الجنسي. من أشهر أعراض مرض القوباء ظهور قُرح حمراء سُرعان ما تتمزق لتكون قشور صفراء أو بنية اللون.
إذا كانت الأم الحامل مُصابة بالمرض فمن الممكن أن ينتقل للجنين عن طريق المشيمة أو للطفل أثناء الولادة وهو أمر غاية في الخطورة.
لا يوجد علاج يمكنه القضاء على فيروس الهربس بل إن العلاج المتاح يساعد على الحد من أعراض المرض فقط.
ختاماً:
كانت هذه نبذة مختصرة عن أشهر الأمراض المنتقلة جنسياً لكن بالطبع هناك أمراض أخرى أقل انتشاراً. معظم الأمراض المنتقلة جنسياً قد تتسبب في مضاعفات خطيرة تصل للعقم أو الوفاة في بعض الأحيان إذا تم إهمالها ولم يخضع المريض للعلاج المناسب لذلك لا تتردد في زيارة الطبيب وطلب المساعدة فور ملاحظتك أية أعراض سبق ذكرها فبالرغم من تلك المضاعفات المحتملة الخطيرة إلا أن معظم الأمراض المنتقلة جنسياً قابلة للعلاج بكل سهولة في مراحلها الأولى.
باختصار لايوجد شفاء من اي مرض او عدوى منقولة جنسيا ، العلاج ممكن لكن ليس الشفاء علما ان منها ما هو قاتل ، وألحمد لله في حالات الاعتداء والجرائم يمكن تتبع ومعرفة الناقل للمرض والمتسبب والى الآن أشد الاجرائات تؤخذ بحق حاملي الامراض المنقولة بالجنس..لا شفاء من المرض