هل تقوم من وقت لآخر بالمماطلة والتسويف وتأجيل بعض الأعمال المُسندة إليك، ربما إذاً تعرف إلي أي حد يساهم ذلك السلوك في تقليل إنتاجك وفي أحيان كثيرة بالتأثير سلباً علي جودة ما تقدمه من أعمال. حسناً لا داعي للذعر فهذه ظاهرة منتشرة علي مستوى العالم، لذلك يجتهد العلماء في تفسير هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
إن التأجيل ليس قاصراً فقط علي المماطلة أو اجتناب القيام بالعمل ولكن يمتد ضرره لحدوث نتائج عكسية وغير منطقية. من الأسباب التي تؤدي للتسويف تقع تحت أربعة بنود أساسية هي (التوقع –الوقت- القيمة- الدوافع ).
أي أن الإنسان يلجأ للتسويف في حال عدم إحساسه بقيمة ما يفعله، أو غياب الدافع لإنجاز تلك المهمة أوعدم ملائمة الوقت المتاح أوتوقع الفشل.
لذلك فإن أول خطوة لإيجاد الحل لتلك المشكلة هو تحديد سببها من الأساس، فالأسباب تختلف من شخص لآخر وبمجرد وضوح الرؤية ومعرفة السبب وراء التسويف سيكون من السهل التغلب عليه.
أسباب التسويف والتأجيل وطرق التغلب عليها
التوقيت:
إن بعض الأشخاص مبرمجون بشكل وراثي علي النشاط في أوقات محددة من اليوم فهناك الشخص النهاري الذي يكون في قمة نشاطه في الصباح الباكر وهناك الشخص الليلي الذي يؤدي بشكل أفضل ليلاً وتقل قدرته علي التركيز والإنتاج بشكل ملحوظ في الصباح الباكر، لذلك لا يُنصح بالضغط علي نفسك للعمل وأنت مُرهق وحاول تنسيق جدول أعمالك ليتناسب مع أوقات نشاطك.
الذعر من المهام الضخمة:
يُصاب البعض بالقلق حيال المهام الضخمة ويراودهم شعور سئ أنهم لن يستطيعوا إنجازها وستكون النتيجة النهائية سيئة مما يدفعهم للتأجيل المستمر هروباً من هذا الشعور السئ والحل في هذه الحالة هو تقسيم المهام الضخمة إلى عدة مهام صغيرة ليساعد ذلك علي الشعور بالإنجاز بعد الانتهاء من كل جزء.
ضغط العمل وغياب المكافأة:
يعاني البعض من الضغط المستمر في العمل لفترات طويلة مما يصيبهم بالفتور والنفور من تلك الأعمال المفروضة وتأجيلها. الحل في تلك الحالة هو إيجاد طريقة لمكافأة نفسك عن طريق تقسيم المهمة المطلوبة إلي عدة مهام جزئية مع أخذ راحة بسيطة بين كل جزء والذي يليه للقيام بشئ ممتع بعيداً عن العمل فذلك يساعد بشكل كبير علي تصفية الذهن واستعادة النشاط. كما إن أخذ دقائق بين الحين والآخر لسؤال نفسك عن أهمية هذا العمل بالنسبة إليك يفيد بشكل كبير.
تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والقيام بشئ ممتع بعد إنهاء كل جزء يساعد بشكل كبير على تنشيط نظام المكافأة بالمخ والذي يقوم بدوره بإفراز نواقل عصبية كالدوبامين تجعل الإنسان يشعر بالسعادة والنشوة وبالتالي فإن ذلك يزيد من النشاط والهمة لإنهاء باقي الأجزاء المفروضة.
سهولة التشتت:
يعاني البعض من ضعف التركيز وسهولة التشتت مما يجعل إنجاز مهامهم أصعب ويدفعهم ذلك لتأجيلها. الحل لذلك هو البعد عن المشتتات قدر الإمكان باختيار مكان مناسب وهادئ للعمل وإغلاق الهاتف المحمول أو غلق الإشعارات. إذا كنت تعمل علي جهاز كمبيوتر فلا داعي لفتح عشرات النوافذ في نفس الوقت بل حاول التركيز علي المهمة الحالية فقط.
حاول قدر الإمكان تجنب المهام الموازية كأن تقوم بعدة مهام في وقت واحد فهذا يشتت التركيز ويقلل الإنتاجية ويضفي شعور عدم الإنجاز علي العمل. فالأفضل هو التركيز علي مهمة واحده وبعد إنهائها الانتقال إلي أخرى. هناك تطبيقات تساعدك مثل Tide و Google Tasks والعديد من التطبيقات الأخرى.
العمل بدون إنجاز:
أكثر العاملين كفاءة واجتهاداً يواجهون أحياناً حالة من اللاإنتاجية مهما بذلوا من مجهود ويكون الحل هنا هو أخذ إجازة للاستجمام والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية والعقلية عن طريق الاهتمام بالغذاء الصحي وممارسة الرياضة إذا لم يكن إتمام المهام المطلوبة عاجلاً، أما إذا كانت المهمة عاجلة وواجبة التنفيذ في نفس اليوم فيمكن أخذ استراحة بسيطة لتنفيذ ما سبق ذكره.
يمكن أيضاً أن يكون التأجيل المستمر هو مجرد عرض لمشكلة أكبر وأكثر خطورة كاضطراب القلق والاكتئاب ومشاكل الانتباه. فإذا كنت تعاني من مشكلة التسويف والتأجيل بشكل مستمر بحيث يؤثر ذلك علي آدائك في العمل أو الدراسة بشكل ملحوظ فلا تتردد في طلب المساعدة من المختصين في أقرب وقت.