الجمال

الصلع الوراثي و تساقط الشعر – هل هناك علاج ؟

لقد كنت أمتلك في الماضي شعر طويل وكثيف لا أعلم ماذا حدث لكن بدأ شعري في التساقط بغزارة بشكل مرعب كما أن شعري أصبح أرق وأضعف من السابق، حاولت أن أتغاضى عمّا يحدث والتزمت بالغذاء الصحي المفيد للشعر وجربت الزيوت الوصفات الطبيعية كما نصحني الجميع لكن بلا جدوى، في النهاية اضطررت لتناول المكملات الغذائية المخصصة للشعر كحل أخير لكن ذلك الحل لم يجدي نفعاً أيضاً وما زال شعري مستمراً بالسقوط حتى أنني أصبحت أرى فروة رأسي بشكل واضح.

هذا هو السيناريو المتكرر من جميع من يعاني من تساقط الشعر الوراثي قبل الذهاب للطبيب المختص، عند الذهاب للطبيب والكشف الطبي عن قرب مع إجراء بعض التحاليل اللازمة يكتشف الطبيب أن المريض يعاني من تساقط الشعر أو الصلع الوراثي (Andregenetic Alopecia). ما هو تساقط الشعر الوراثي! كيف يمكن التعرف عليه؟ وما هي أسبابه؟ هذا ما سأعرضه في هذا المقال.

ما هو تساقط الشعر الوراثي (Andregenetic Alopecia)؟

تساقط الشعر الوراثي هو أشهر أنواع تساقط الشعر وأكثرها انتشاراً، بل أعنفها وأخطرها أيضاً. هذا النوع من تساقط الشعر يصيب الرجال والنساء على حد سواء بحيث يبدأ الشعر في التساقط في مرحلة البلوغ تقريباً ويمكن أن يبدأ في أي مرحلة عمرية،ويستمر إلى أن يتسبب في فقدان الشعر بشكل كامل(الصلع) لدى الرجال وظهور فراغات بفروة الرأس لدى النساء. يوجد أشكال محددة لتساقط الشعر والصلع الوراثي وتختلف هذه الأشكال لدى النساء والرجال.

  • في الرجال: يبدأ تساقط الشعر في مقدمة الرأس وبشكل أوضح من الجانبين ويستمر هذا التساقط مما يؤدي لانحسار الشعر عن منطقة مقدمة الرأس والجانبين حتى يمكن وصفه بحرف M يستمر التساقط ويستمر هذا الانحسار حتى يؤدي بالأخير إلى الصلع الكامل كما يمكن أن يبدأ تساقط الشعر من مؤخرة الرأس أولاً ويستمر حتى نصل لحالة الصلع الكامل أيضاً.

تساقط الشعر والصلع الوراثي

  • في النساء: يختلف نمط سقوط الشعر حيث يبدأ التساقط من كامل فروة الرأس حتى يصبح الشعر خفيف، ويكون التساقط بشكل أعنف في منطقة مقدمة ووسط الرأس مما يؤدي لتكوين الفراغات وظهور فروة الرأس لكن لحسن الحظ نادراً ما يتسبب تساقط الشعر الوراثي لدي النساء في حدوث الصلع الكامل.

تساقط الشعر والصلع الوراثي

( مقال عام أكثر: تساقط الشعر : الأسباب والعلاج )

أسباب تساقط الشعر والصلع الوراثي 

يرتبط هذا النوع من الشعر بالجينات أي أنه ينتقل بالوراثة من الآباء او أحد أفراد العائلة للأجيال القادمة. يرجع السبب لتساقط الشعر الوراثي لحدوث خلل معين في الجين المسئول عن تكوين مستقبلات هرمون داي هيدرو تستوستيرون Dihydrotestosterone الموجودة على بصيلات الشعر بحيث تصبح هذه المستقبلات أكثر حساسية للهرمون. يعرف هرمون Dihydrotestosterone بأنه  أحد الهرمونات الذكورية من مجموعة الهرمونات الأندروجينية المسئولة عن التطور والنضج الجنسي لدى الذكور ولها بعض الوظائف الأخرى في النساء والرجال كتكوين الشعر والرغبة الجنسية وتنشيط بعض العمليات الحيوية لبناء الجسم بشكل عام.

عند حدوث خلل في جين AR وما يتبعه من زيادة حساسية مستقبلات هرمون Dihydrotestosterone في بصيلات الشعر تصبح دورة نمو الشعر أقصر مما يؤدي لسقوط الشعر بشكل مستمر، ليس هذا فقط بل إن ذلك يتسبب أيضاً في بطء عملية نمو شعر جديد لتعويض الفاقد ويجعل الشعر أخف وأضعف وأقصر مما يزيد من مظهر فراغات الشعر ويؤدي في النهاية للصلع. بالتأكيد هناك بعض العوامل البيئية الأخرى التي تزيد من حدة تساقط الشعر الوراثي لكن لا يوجد حتى الآن تفسير علمي واضح لأي سبب سوى الارتباط الهرموني الوراثي.

مقال مرتبط: دور هرمون التستوستيرون في النساء

التشخيص 

غالباً ما يتم تشخيص تساقط الشعر والصلع الوراثي بواسطة الطبيب بالتعرف على الشكل النمطي المعروف لتساقط الشعر والذي يكون مصحوباً بنقص قطر الشعر مما يجعله أضعف وأرق، ذلك بالإضافة لوجود حالات مماثلة لسقوط الشعر أو الصلع في العائلة. ربما يطلب الطبيب بعض الفحوصات والتحاليل في بعض الحالات.

الوقاية من الصلع الوراثي 

كما ذكرت سابقاً فتساقط الشعر الوراثي يحدث بسبب خلل جيني يتم توراثه عبر الأجيال لذلك فمن غير الممكن منعه تماماً، لكن وعلى الرغم من ذلك فعند اكتشاف وتشخيص تساقط الشعر الوراثي في مراحله الأولى من الممكن إبطاء عملية سقوط الشعر بشكل كبير والحفاظ على ما تبقى من الشعر من خلال استخدام بعض الأدوية للنساء والرجال على حد سواء.

بالنسبة للرجال: فقد أظهر دواء المينوكسيديل بتركيز 5% فعالية كبيرة في وقف تساقط الشعر لدى الغالبية العظمي من الحالات كما أنه يعمل في بعض الحالات على إعادة نمو شعر جديد خلال مدة تترواح ما بين أربعة إلى ثمانِ أشهر. لا يعتبر المينوكسيديل هو الخيار الوحيد هنا بل إن دواء فيناستريد finasteride والذي يؤخذ عن طريق الفم له تأثير جيد أيضاً لدى معظم الحالات.

بالنسبة للنساء: الدواء المستخدم لدى النساء هو دواء المينوكسيديل بتركيز 2% أو بتركيز 5% حسب إرشادات الطبيب. يمكن أن تظهر بعض الأدوية الأخرى فعالية أيضاً كبعض أنواع أقراص منع الحمل في بعض الحالات التي تعاني من ارتفاع مستوى الهرمونات الذكورية في الدم.

من المهم معرفة أن تساقط الشعر الوراثي هو مرض مزمن دائم مدى الحياة لذلك فاستخدام أي من تلك الأدوية يؤتي ثماره ما دام استخدام الدواء مستمراً بانتظام وفي حالة التوقف عن استعمال الدواء فإن تساقط الشعر يستمر. يجب معرفة أن استخدام المينوكسيديل لدى النساء خصوصاً بتركيز 5% ربما  يتسبب في ظهور الشعر الزائد في الوجه. لا يجب استخدام أي من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم دون استشارة الطبيب حيث أن لها أعراض جانبية وقد تساهم في ظهور بعض الأمراض على المدى الطويل.

علاج الصلع الوراثي 

لا يمكن علاج تساقط الشعر والصلع الوراثي بشكل نهائي لكن استخدام المينوكسيديل (Minoxidil) و فيناسترايد (finasteride) يعمل على وقف التساقط في معظم الحالات ويساعد على نمو شعر جديد. العلاج بالبلازما قد يعطي تأثيراً مؤقتاً قبل أن يعود الشعر للتساقط من جديد. بالإضافة لذلك تعتبر عمليات زراعة الشعر بأنواعها هي الخيار المتاح.

تساقط الشعر والصلع الوراثي

ختاماً: 

تساقط الشعر والصلع الوراثي هو نمط معين من تساقط الشعر ينتشر في بعض العائلات لارتباطه بخلل جيني معين يتسبب في ضعف الشعر وتساقطه وهو حالة مزمنة تستمر مدى الحياة إلى أن تتسبب في الصلع الكامل في الرجال وظهور فراغات الشعر في النساء. يمكن أن يرتبط هذا النوع من تساقط الشعر بارتفاع مستوى الهرمونات الذكورية بالدم كما في حالات تكيس المبيضين في النساء. يمكن التحكم في هذا النوع من تساقط الشعر وإبطاؤه عن طريق استخدام المينوكسيديل (Minoxidil) و فيناسترايد (finasteride) ولكن لا يمكن علاجه نهائياً. تعد زراعة الشعر هي الخيار الأخير لتعويض الشعر المفقود.

المصادر: 

Drugs.com / Genetic Home Reference

السابق
أفضل الأطعمة والفيتامينات لشعر قوي وصحي
التالي
فوائد التأمل أو ال Meditation للدماغ والصحة النفسية – عشر فوائد مثبتة!

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.