العلاج بالكولاجين، استعادة الشباب بواسطة الكولاجين، هذا المنتج غني بالكولاجين، جميعها عبارات تتردد بكثرة الآونة الأخيرة بعضها صحيح والبعض الآخر مبالغ فيه. ما هو الكولاجين؟ وهل يستطيع فعلاً تجديد الشباب وحل مشكلات العظام والمفاصل؟
الكولاجين هو بروتين طبيعي موجود بالجسم ويُشكل النسبة الأكبر من بروتينات الجسم. يدخل الكولاجين في تركيب العديد من الأنسجة بجسم الإنسان منها أنسجة البشرة والعضلات والأربطة والعظام والغضاريف وغيرها. يعمل الكولاجين على الحفاظ على تركيب وشكل أنسجة الجسم لذلك كلما توفر الكولاجين بالجسم بشكلٍ كافٍ كلما كانت العضلات والعظام أكثر قوة وصحة والبشرة أكثر شباباً وإشراقاً.
فيما يلي سأعرض بعض فوائد الكولاجين بالجسم:
1. يعزز صحة وشباب البشرة
يعتبر الكولاجين مكون أساسي من مكونات البشرة ويعمل على إبقاء نسيج الجلد قوي وصحي ورطب؛ وهذا ما يفسر ظهور التجاعيد وجفاف البشرة عند التقدم بالسن، فكلما تقدم الإنسان بالعمر تقل مستويات الكولاجين بالجسم. أثبتت العديد من الدراسات أن تناول الطعام الغني بالكولاجين أو مكملات الكولاجين الغذائية يمكنه زيادة صحة البشرة وإبطاء شيخوخة البشرة ومحاربة التجاعيد.
أفادت إحدى الدراسات بأن النساء اللاتي حصلن على مكملات الكولاجين لمدة 8 أسابيع أظهرت بشرتهن تحسناً ملحوظاً حيث كانت أكثر رطوبة ومرونة مقارنة بالنساء اللاتي لم يحصلن على مكملات الكولاجين. بينما أظهرت دراسة أخرى أن مجموعة النساء اللاتي حصلن على مكملات الكولاجين يومياً لمدة 12 أسبوع أظهرت بشرتهن تحسناً وكانت التجاعيد أقل ظهوراً لديهن مقارنة بالمجموعة التي لم تحصل على الكولاجين.
تساعد مكملات الكولاجين الغذائية على زيادة صحة البشرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة فبالإضافة للدور المباشر فإن مكملات الكولاجين تعمل على تحفيز الجسم لتكوين المزيد من الكولاجين بشكل طبيعي، كما تحفز الجسم لتصنيع البروتينات الأخرى الهامة لصحة البشرة مثل الإلاستين والفيبرلين.
يزعم البعض أن مكملات الكولاجين الغذائية لها دور في تقليل حب الشباب لكن لا يوجد دراسات علمية تؤكد أو تنفي ذلك حتى الآن.
2. الحد من آلام المفاصل
تتكون المفاصل من التقاء عظمتين من عظام الجسم مغلفتين بطبقة من الغضاريف التي تحمي تلك العظام من الاحتكاك ببعضهما البعض أثناء حركة المفصل بالإضافة لمكونات أخرى كالأربطة وكبسول المفصل وجميع تلك المكونات تتكون بشكل أساسي من بروتين الكولاجين. مع التقدم بالعمر تتآكل تلك الأنسجة خصوصاً الغضاريف نتيجة نقص معدلات الكولاجين بالجسم مما يؤدي لاحتكاك العظام ببعضها البعض والإصابة بمرض التهاب المفاصل الذي يسبب صعوبة في الحركة مع آلام بالغة الشدة. (اقرأ أيضاً: العلاج بالبلازما للشعر والمفاصل)
أظهرت أحد الدراسات التي أقيمت على مجموعة من الرياضيين المصابين بالتهاب المفاصل أن تناول 10 جرام من مكملات الكولاجين يومياً لمدة 24 أسبوع ساهمت بخفض ألم المفاصل عند الركة وأثناء الراحة بشكل كبير. بينما أظهرت دراسة أخرى أن المجموعة التي تناولت 2 جرام من مكملات الكولاجين يومياً لمدة 70 يوماً لاحظت انخفاض الألم بشكل كبير وكانوا قادرين على الانخراط في الأنشطة البدنية بشكل أكبر مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول مكملات الكولاجين.
هذا ما دفع العلماء لاعتقاد أن تناول مكملات الكولاجين يعمل على تمركز الكولاجين بالغضاريف وزيادة إنتاج الجسم للكولاجين مما يعمل على زيادة كفاءة وصحة النسيج الغضروفي وخفض مستويات التهاب وألم المفاصل. (اقرأ أيضاً: نظام غذائي لتخفيف آلام المفاصل)
3. الحد من تدهور نسيج العظام
من المعروف أن العظام تضعف شيئاً فشيئاً وتقل كثافتها بشكل ملحوظ مع التقدم بالعمر مما يجعل تعرض كبار السن للكسور أمراً سهلاً وشائعاً كما تكون عملية التئام العظام بعد الكسر أمراً غاية في الصعوبة. يرجع ذلك لكون معظم نسيج العظام يتكون من بروتين الكولاجين الذي يقل بالجسم مع التقدم بالعمر.
أظهرت مجموعة من الدراسات أن تناول مكملات الكولاجين الغذائية بانتظام تؤثر عل الجسم بحيث تُبطيء عملية تآكل العظام وبالتالي خفض خطر الإصابة بهشاشة العظام.
في أحد الدراسات تمت مقارنة مجموعة من النساء اللاتي تناولن مكملات الكالسيوم بالإضافة لمكملات الكولاجين لمدة 12 شهر بمجموعة أخرى تناولت مكملات الكالسيوم فقط. أظهرت المجموعة الأولى انخفاض ملحوظ في نسبة البروتينات التي تعمل على تكسير العظام مما يُثبت دور الكولاجين وقدرته على إبطاء شيخوخة العظام ومنع هشاشة العظام.
في دراسة أخرى أظهرت مجموعة النساء اللاتي تناولن مكملات الكولاجين يومياً لمدة 12 شهر نتائج مرتفعة عند قياس كثافة المعادن بالعظام (BMD) مقارنة بالمجموعة الأخرى التي أظهرت معدلات أقل. يُعبر مقياس كثافة المعادن بالعظام عن مدى قوة وتماسك نسيج العظام.
تشير جميع تلك الدراسات إلى الدور الإيجابي لمكملات الكولاجين في تعزيز صحة العظام وإبطاء أو منع الإصابة بهشاشة العظام.
4. زيادة الكتلة العضلية بالجسم
طبقاً لدراسة أقيمت على مجموعة من الرجال تم تقسيمهم لفريقين؛ الفريق الأول مارس التمارين الرياضية يومياً مع تناول مكملات الكولاجين الغذائية، أمّا الفريق الثاني فمارس الرياضة يومياً لنفس المدة أيضاً لكن دون تناول المكملات الغذائية. بنهاية الدراسة أظهر الفريق الأول زيادة في الكتلة العضلية عن الفريق الثاني، وهذا ما دفع القائمين على الدراسة باقتراح أن تناول مكملات الكولاجين الغذائية يحفز العضلات على النمو بشكل أكبر كما يعمل على زيادة بروتين الكيرياتين الهام لصحة وقوة العضلات.
ما زال هذا الموضوع قيد الدراسة ويحتاج لمزيد من الأبحاث لمعرفة طريقة تأثير الكولاجين على العضلات.
5. تعزيز صحة القلب
يعتقد العلماء أن تناول مكملات الكولاجين الغذائية يساعد على تعزيز صحة القلب وخفض نسب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يرجع السبب لهذا الاعتقاد لكون الشرايين تحتوى على الكولاجين بشكل كبير وبالتالي فإن انخفاض نسبة الكولاجين بالجسم يؤدي إلى تدهور صحة الشرايين ونقص مرونتها مما قد يؤدي للإصابة بتصلب الشرايين: هذا المرض الذي يؤدي لضيق الشرايين وإعاقة توصيل الدم للأعضاء المهمة كالقلب والمخ. لذلك يعتقد العلماء أن تناول مكملات الكولاجين باستمرار يحد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
في دراسة شملت 31 فرد واستمرت لمدة 6 أشهر قام فيها هؤلاء الأشخاص بتناول مكملات الكولاجين يومياً أظهرت مقاييس معدل تصلب الشرايين لديهم انخفاضاً ملحوظاً بدرجة تصلب وتيبس الشرايين في نهاية الدراسة مقارنة ببدايتها قبل تناول الكولاجين، ذلك بالإضافة لزيادة بنسبة 6% في نسبة الكوليستيرول النافع بالدم (HDL) مما يشكل حماية إضافية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية.
6. فوائد صحية أخرى
قد يكون الكولاجين مفيداً لبعض الأنسجة والأعضاء الأخرى بالجسم لكن لا توجد دراسات كافية لإثبات ذلك. على سبيل المثال:
- يُعتقد أن الكولاجين هام لصحة الشعر والأظافر حيث يمنع تكسر الأظافر ويساعد على نمو الشعر والأظافر بشكل أسرع.
- بالرغم من عدم وجود دراسات علمية تؤكد أو تنفي صحة تلك المعلومة إلا أن البعض يدعي أن تناول الكولاجين يعمل على تحسين المزاج وخفض معدلات التوتر.
- يرى بعض الأطباء أن الكولاجين مفيد لصحة الأمعاء.
- يدّعي البعض أن تناول مكملات الكولاجين تساعد على خسارة الوزن بشكل أسرع لكن لا يوجد حتى الآن دليل علمي على ذلك.
الآثار الجانبية لمكملات الكولاجين الغذائية
تعتبر مكملات الكولاجين الغذائية آمنة لكن وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض الحالات التي قد تسبب مكملات الكولاجين لديها بعض المشاكل، باعتبار تلك المكملات يتم تصنيعها بواسطة بعض الأطعمة كالأسماك والبيض واللحوم وغيرها فهناك احتمال أن تتسبب بمشكلات لمن يعانون من الحساسية ضد تلك المأكولات؛ لذلك فمن الأفضل تجنب مكملات الكولاجين في تلك الحالة.
يعاني البعض أيضاً من المذاق السئ الذي تتركه مكملات الكولاجين بالفم، هذا بالإضافة لبعض مشاكل الجهاز الهضمي البسيطة كالشعور بالامتلاء وحرقة المعدة.
مقال ذات صلة: