طب العيون

المياه البيضاء في العين – الأسباب، الأعراض، والعلاج!

قبل الحديث عن الكتاراكت (Cataract) أو كما يطلق عليه البعض المياه البيضاء يجب أولاً أن نلقي نظرة سريعة على وظيفة العين وكيف تتم عملية الرؤية بشكل سليم. لكي نتمكن من رؤية الأجسام يلزم أولاً أن يسقط الضوء على الجسم المراد رؤيته ثم ينعكس على العين مخترقاً عدة طبقات حتى يسقط على النسيج العصبي في مؤخرة العين والمعروف بالشبكية، من ثم تقوم الشبكية بتحويل الضوء المستقبل لإشارات عصبية ترسلها عن طريق العصب البصري للمخ حتى يقوم بترجمتها وتكتمل عملية الرؤية. لكي تتم تلك العملية بشكل سليم يجب أن تكون جميع أجزاء العين والعصب البصري وأجزاء المخ المرتبطة بهم سليمة تماماً.

إذاً ما هي المياه البيضاء؟

من ضمن أجزاء العين المشتركة في عملية الإبصار هي عدسة العين، ولكي تقوم عدسة العين بوظيفتها وهي كسر الضوء حتى يسقط على الشبكية بشكل سليم يجب أن تكون عدسة العين شفافة تماماً حتى تسمح بمرور الضوء إلى الشبكية. ولكن إذا حدث أي خلل في عدسة العين مسبباً عتامة العدسة بشكل جزئي أو كلي فإن الضوء لا يمر بشكل سليم من خلالها أو لا يمر إطلاقاً متسبباً بذلك في رؤية ضبابية غير واضحة أو انعدام الرؤية تماماً في بعض الحالات المتقدمة، ونظراً لشكوى المريض الذي يعاني من عتامة العدسة بأنه يرى ما يشبه السحاب أو الضباب الأبيض وأيضاً نتيجة لتغير لون عدسة العين للون الرمادي أو الأبيض جاءت تسمية هذا المرض بالمياه البيضاء.

المياة البيضاء؛ الأسباب، الأعراض، والعلاج

أعراض المرض

  • الرؤية الضبابية.
  • صعوبة الرؤية الليلية.
  • تغيير مستمر في قياسات النظارات الطبية بشكل أسرع من المعتاد.
  • حساسية الضوء، حيث يشعر المريض بالضيق من الضوء الساطع.
  • رؤية هالات حول مصادر الضوء.
  • الحاجة لمصدر إضاءة أقوى أثناء القراءة أو القيام بالأنشطة المعتادة.
  • تغير في طبيعة ونقاء الألوان.
  • الرؤية المزدوجة في بعض الحالات.

من المعروف أن مرض المياه البيضاء أو عتامة عدسة العين لا يحدث بشكل مفاجئ وإنما ييظهر تدريجياً ويزداد مع الوقت وربما يحتاج لسنة كاملة أو أكثر حتى تبدأ أعراضه بالظهور بشكل واضح. لذلك ربما يكتشف المريض إصابته عن طريق المصادفة عند الكشف الدوري على العين. أو ربما يكون تغيير مقاس النظارات الطبية باستمرار هو العرض الذي يعبر عن نفسه مبكراً قبل ظهور مشاكل الرؤية بشكل واضح.

المياة البيضاء؛ الأسباب، الأعراض، والعلاج

 

أسباب المياه البيضاء

غالباً ما تظهر المياه البيضاء كعرض من ضمن أعراض الشيخوخة عند التقدم بالسن بعد سن الخمسين نتيجة تغيرات وتلف في نسيج عدسة العين، لكن من الممكن أيضاً أن تظهر لأسباب أخرى: على سبيل المثال نتيجة التعرض لإصابة في العين أو دخول جسم غريب إلى العين مؤثراً على نسيج العدسة أو كأحد المضاعفات لعمليات العين الجراحية أو كأحد المضاعفات لمرض السكري. لا تقتصر الإصابة بالمياه البيضاء على كبار السن أو البالغين فقط بل إن الأطفال وحديثي الولادة يصابون أيضاً بهذا المرض كأحد العيوب الخلقية أو ما يسمى congenital cataract.

عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالمياه البيضاء 

  • التقدم في السن: كما ذكرت سابقاً فمع التقدم في السن تبدأ أنسجة الجسم في الضعف والضمور والتفكك وعدسة العين ليست استثناء.
  • مرض السكر وخاصة في الحالات الغير مستقرة.
  • التعرض المفرط لأشعة الشمس.
  • التدخين.
  • السمنة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الخضوع لعمليات جراحية سابقة في العين.
  • تناول أدوية الكورتيزون لفترات طويلة.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.

الوقاية من الإصابة بالمياه البيضاء 

كما ذكرت فإن تطور المياه البيضاء قد يكون أحد الأحداث الطبيعية نتيجة التقدم بالعمر، لذلك لا يوجد حتى الآن طريقة مباشرة ومضمونة لتجنب الإصابة بالمياه البيضاء. على الرغم من ذلك فهناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها تجنب الإصابة بالمرض في سن مبكرة وعلاجه بشكل أفضل عند حدوثه. على سبيل المثال:

  • احرص على زيارة الطبيب للفحص الدورى بعد سن الأربعين.
  • تناول كميات كافية من الخضروات والفواكه وغيرها من الأطعمة التي تحتوى على مضادات الأكسدة، فمن المعروف أن مضادات الأكسدة تساعد على الحفاظ على صحة أنسجة الجسم وتؤخر من تلف الأنسجة الناتج عن التقدم في العمر.
  • حاول الإقلاع عن التدخين.
  • احرص على ارتداء نظارات الشمس للوقاية من التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية الضارة.
  • تأكد من التزامك بخطة علاجية سليمة في حال إصابتك بمرض ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.

علاج المياه البيضاء:

تعتبر الجراحة هي الخيار الغالب لعلاج المياه البيضاء عدا في بعض الحالات النادرة التي لا تتسبب فيها المياه البيضاء في إعاقة الرؤية، أمّا إذا كانت الإصابة في مرحلة متقدمة بحيث تُعيق الأنشطة اليومية للمريض مثل القراءة ومشاهدة التلفاز وقيادة السيارة فيجب إجراء العملية الجراحية بعد مناقشة هذا القرار مع الطبيب المعالج. لا داعي للقلق فعملية علاج المياه البيضاء تعتبر من أسهل العمليات الجراحية للعين وأكثرها أماناً وغالباً ما تكون النتائج مُرضية إذا لم يكن المريض يعاني من مشكلة أخرى تسبب ضعف النظر.

بعد مناقشة قرار الخضوع للعملية الجراحية مع الطبيب والقيام بالفحوصات اللازمة يخضع المريض لعملية تبديل عدسة العين التالفة بأخرى اصطناعية تحت تأثير تخدير موضعي أو كلي. من الممكن أن تتم عملية استخراج المياه البيضاء(العدسة التالفة) وزراعة العدسة في نفس الوقت وفي حالات أخرى قد يتطلب الأمر القيام بكل خطوة على حدة. غالباً ما تصيب المياه البيضاء كلا العينين خصوصاً في حالات المياه البيضاء عند كبار السن وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بإجراء العملية الجراحية في جلستين منفصلتين تفصل بينهما أربعة أسابيع تقريباً، حيث يقوم الجراح بإجراء العملية لعين واحدة في كل مرة.

المياة البيضاء؛ الأسباب، الأعراض، والعلاج

هل يوجد مضاعفات لعملية إزالة المياه البيضاء؟

كما ذكرت سابقاً فإن عملية إزالة المياه البيضاء تعد من أسهل العمليات الجراحية في العين وأكثرها أماناً، لكن بالطبع شأنها شأن أي عملية جراحية أخرى فإن المضاعفات من الممكن أن تحدث ولكن بنسبة قليلة خصوصاً لدى بعض المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية أخرى كارتفاع ضغط الدم على سبيل المثال. لذلك فإن الطبيب لا يقوم بإجراء العملية الجراحية على الفور وإنما ينتظر حتى يكون المريض في حالة مستقرة بعد القيام بإعادة ضبط بعض الأدوية التي يتناولها.

من ضمن تلك المضاعفات المحتملة:

  • نزيف بالعين والذي يمكن السيطرة عليه أو في بعض الحالات النادرة جداً قد يكون غير قابل للسيطرة ويضطر الجراح للتضحية بعين المريض في سبيل إنقاذ حياته.
  • عدوى بالعين: من الممكن أن تحدث العدوى أثناء العملية الجراحية كخطأ طبي أو بعد إجراء العملية الجراحية نتيجة عدم اتباع إرشادات الطبيب.
  • من الممكن أن تبقى بعض العتامة على الجدار الخلفي للكبسول الذي يحتوي العدسة مما يستلزم إزالته بالليزر.
السابق
الكولاجين – ما هو ؟ وما هي الفوائد الصحية له؟
التالي
10 طرق طبيعية من أجل تحسين الهضم وعلاج عسر الهضم!

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.