طب العيون

جفاف العين : الأعراض، الأسباب، والعلاج

الدموع من ضمن سوائل الجسم التي تفرزها الغدد الدمعية باستمرار لتشكل طبقة ثابتة على سطح القرنية. يُقال:”إن الدموع هي مطافئ الحزن الكبير.” لارتباطها بالتعبير عن المشاعر وتخفيف وطأة الحزن بعد البكاء، لكن بعيداً عن تلك الوظيفة فإن للدموع وظائف بيولوجية هامة أخرى. على سبيل المثال فإن تركيبة الدموع تشكل حاجز كيميائي وفيزيائي ضد الميكروبات والأجسام الدقيقة التي من الممكن أن تسبب الأذى لقرنية العين، بالإضافة لذلك فإن الدموع تعمل على ترطيب الطبقة الخارجية للعين (القرنية) والحفاظ على حيويتها مما يجعل الرؤية واضحة ويبعث الإحساس بالراحة. لذلك فعند حدوث أي خلل في النظام المسئول عن تكوين الدموع يؤدي لمتلازمة جفاف العين وما تحمله من أعراض مزعجة ومضاعفات خطيرة.

جفاف العين الأسباب والعلاج

أعراض جفاف العين

  • احمرار العين 
  • حساسية ضد الضوء، فقد تلاحظ صعوبة تحملك للضوء الساطع وتميل لإغلاق عينيك عند التعرض لضوء النهار.
  • حرقة بالعين 
  • الإحساس بجسم غريب داخل العين
  • عدم وضوح الرؤية
  • صعوبة ارتداء العدسات اللاصقة 
  • الإحساس بإرهاق العين
  • تكوين صديد في العين أحياناً 

جفاف العين؛ الأعراض، الأسباب، والعلاج

أسباب جفاف العين    

بشكل طبيعي فإن هناك نوعان من إفراز الدموع، النوع الأول هو الإفراز المستمر طوال الوقت للحفاظ على ثبات طبقة الدموع التي تغطي القرنية والنوع الثاني هو إفراز كميات أكبر من الدموع كاستجابة أو رد فعل لحالات تهيج العين أو دخول جسم غريب بها أو كرد فعل لبعض المشاعر كالحزن والفرح الشديدين. لكي تحتفظ العين بطبقة ثابتة من الدموع على سطح القرنية فيلزم بالإضافة لإفراز الدموع عدة عوامل أخرى كصحة تركيب الدموع وسلامة التركيب التشريحي لجفون العين والتي تعمل على توزيع الدموع على سطح القرنية باستمرار وبعض العوامل الأخرى. ومنه فإن حدوث أي خلل في أي خطوة أو جزء من أجزاء ذلك النظام من الممكن أن يتسبب في متلازمة العين الجافة. من تلك الأسباب على سبيل المثال: 

1- نقص إفراز الدموع: 

يعتبر نقص إفراز الدموع هو السبب الأشهر لمتلازمة العين الجافة ويمكن أن تنقص كمية السائل الدمعي المُفرزة من الغدد الدمعين لعدة أسباب منها:

  • التقدم في السن.
  • اضطرابات الغدة الدرقية
  • نقص فيتامين (أ)
  • داء السكري
  • الذئبة الحمراء والروماتيزم وبعض الأمراض المناعية
  • بعض الأدوية المستخدمة لعلاج بعض الأمراض كمضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين المستخدمة لعلاج الحساسية وأدوية علاج الشلل الرعاش وبعض أدوية حب الشباب ومزيلات الاحتقان وغيرها.
  • الاستخدام المستمر للعدسات اللاصقة.
  • بعض جراحات العين وأشهرها جراحات تصحيح عيوب الإبصار بالليزر.
  • تلف الغدد الدمعية كنتيجة لأي مرض من الأمراض.

2- زيادة في معدل تبخر الدموع

من الممكن أن تكون كمية السائل الدمعي التي تفرزها العين طبيعية لكن طبقة الدموع تتبخر بشكل أسرع من المعتاد مما يؤدي بالأخير لجفاف العين. من ضمن الأسباب المؤدية لذلك:

  • طرف العين بشكل غير كافٍ: ويحدث ذلك نتيجة التركيز الزائد عن القيام ببعض الأعمال مثل القراءة واستخدام الهاتف المحمول أو الأجهزة اللوحية ومشاهدة التلفاز والقيادة وغيرها.
  • الرياح الشديدة والطقس الجاف وارتفاع درجة الحرارة.
  • خلل تشريحي في تركيب الجفون مثل انقلاب الجفون للخارج وترهل الجفون.

جفاف العين؛ الأعراض، الأسباب، والعلاج

3- خلل في تركيب السائل الدمعي  

الدموع هي خليط معقد من الماء والمواد الدهنية والمخاط ومجموعة من البروتينات المختلفة التي تُبقى قرنية العين ناعمة ومحمية من البيئة، والمهيجات، ومسببات الأمراض المعدية. تتكون الدموع من ثلاث طبقات:

الطبقة الخارجية:  عبارة عن طبقة دهنية تنتجها الغدد الميبومية، وتمنع الدموع من التبخر بسرعة وبذلك تساعد على بقاء الدموع في العين لفترة مناسبة.
الطبقة الوسطى: عبارة عن الجزء المائي من الدموع وما تحتويه من بروتينات ذائبة. تفرز هذه الطبقة بواسطة الغدة الدمعية الرئيسية والغدد الدمعية الفرعية وتعمل على تغذية القرنية والملتحمة والأغشية المخاطية التي تغطي العين.
الطبقة الداخلية: (المخاطية)، تنتجها الخلايا المخاطية وتعمل على زيادة استقرار طبقة الدموع.

يتسبب اختلال توازن تلك التركيبة الدقيقة جفاف العين أيضاً.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بجفاف العين:

  • التقدم بالعمر حيث إن جفاف العين يزداد بزيادة العمر وبشكل أوضح بعد سن الخمسين.
  • جفاف العين أكثر انتشاراً بين النساء نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على إفراز الدموع ولاستخدامهم أقراص منع الحمل التي تؤثر على إفراز الدموع أيضاً،  لذلك ينصح أطباء العيون النساء باستخدام قطرات مرطبة للعين( بديل الدموع) باستمرار.
  • نقص فيتامين(أ) والحمض الدهني أوميجا-3.
  • استخدام العدسات اللاصقة.

المضاعفات المترتبة على جفاف العين  

كما ذكرت سابقاً فوجود طبقة الدموع التي تغلف سطح العين الخارجي مهم للغاية لحماية العين وإبقائها بصحة جيدة وبناء على ذلك فإن غياب أو نقص طبقة الدموع تلك تتسبب في حدوث العديد من المضاعفات ومنها:

  • سهولة إصابة العين بأنواع كثيرة من العدوى.
  • سهولة خدش أغشية العين الخارجية وأهمها القرنية وإصابتها بالقُرح وهو أمر بالغ الخطورة من الممكن أن يؤدي بالأخير لإصابة القرنية بالتليف وفقدان البصر في الحالات الشديدة.
  • الرؤية الضبابية غير الواضحة.

هل يمكن الوقاية من جفاف العين؟ 

بالطبع يمكن الوقاية من جفاف العين بتجنب الأسباب التي تؤدي إليه، فبعد استشارة طبيبك واستبعاد الأسباب المرضية لجفاف العين يمكنك اتباع بعض الخطوات والعادات البسيطة التي تمنع جفاف العين منها على المثال:

  1. تجنب الطقس شديد الحرارة واستخدم نظارات الشمس للوقاية من أشعة الشمس المباشرة.
  2. شرب كميات كافية من المياه خصوصاً أثناء الطقس الحار.
  3. تناول طعام غني بفيتامين(أ).
  4. أخذ قسطاُ من الراحة عند القيام بالأعمال التي تحتاج قدراً عالياً من التركيز مثل القراءة والقيادة.
  5. الحرص على جعل مستوى شاشة الكمبيوتر أسفل مستوى نظرك، فعندما تكون شاشة الكمبيوتر أعلى مستوى نظرك تضطر لفتح عينيك بشكل أوسع.
  6.  تقليل وقت استخدام العدسات اللاصقة.
  7. الإقلاع عن التدخين والتعرض للدخان.
  8. تجنب تعرض عينيك لتيارات الهواء القوية كالمراوح والتكييفات.
  9. استخدام القطرات المرطبة( الدموع الاصطناعية) باستمرار.

جفاف العين؛ الأعراض، الأسباب، والعلاج

أحدث الأبحاث لعلاج جفاف العين 

بالرغم من أن التركيز الأكبر في مشكلة جفاف العين ينصب على الوقاية من حدوثه وما يتوفر من علاج حتى الآن هي القطرات المرطبة والتي تعتبر حل مؤقت وغير كاف خصوصاُ في الحالات الشديدة إلا أن هنالك الآن بعض الأبحاث العلمية الحديثة والتي تهدف للحصول على حل جذري لمشكلة جفاف العين، وقد أسفرت تلك الأبحاث عن عدة نتائج منها على سبيل المثال محاولة تطبيق دواء موضعي جديد يحتوي على نوع من البروتين يُدعى(lacritin) والذي بدوره يزيد من حساسية الأعصاب الطرفية للقرنية وزيادة استجابتها لجفاف العين وتبخر الدموع وبالتالي زيادة إفراز الدموع ومنع جفاف العين. لم تكن تلك هي الدراسة الوحيدة وإنما تبنت دراسات أخرى البحث ببعض الطرق لتعزيز عدد ووظيفة الأعصاب الطرفية للعين، فضلاً عن دراسة أخيرة ما زالت تبحث في إمكانية تجديد الغدد الدمعية التالفة باستخدام الخلايا الجذعية.

السابق
متلازمة ما قبل الحيض PMS syndrome : الأعراض والأسباب والعلاج
التالي
أفضل الأطعمة المفيدة من أجل بشرة صحية ونضرة !

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.