ما هو ختان الإناث؟
ختان الإناث هو جميع الاجراءات التي تؤدي إلى تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية وتشمل أي إزالة كلية أو جزئية للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث أو إحداث أي ضرر آخر بالأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب ثقافية أو أي أسباب أخرى غير طبية كما هو مُحدد من قبل منظمة الصحة العالمية.
إن الختان ليس سوى جريمة خطيرة تُرتكب يوميا بحق الإناث وللأسف تحت إشراف الأسرة المنوط بها توفير الأمان لأفرادها.
وعلى النقيض يحدث العكس . وكالعادة فإن الجرائم التي ترتكب تحت ستار التراث والعادات البالية شائعة الانتشار.
حيث يعتقد أن ما يقدر بنحو 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ؛ وللأسف هذا الرقم في تزايد ، انعكاسا للنمو السكاني العالمي.
تعيش الفتيات والنساء اللواتي خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بشكل أساسي في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى والدول العربية ، لكن ختان الإناث شائع أيضاً في بلدان مختارة في آسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية. وأيضا بين السكان المهاجرين في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا.
لذا فإن التحدي الرئيسي لتلك الممارسات لا يقتصر فقط على حماية الفتيات المعرضات للخطر في الوقت الراهن ، بل أيضاً ضمان حماية أولئك الذين يولدون في المستقبل من أخطار هذه الممارسات.
كيف يؤثر ختان الإناث على صحة النساء والفتيات؟
يترتب على هذا التشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية آثار خطيرة على الصحة الجنسية والإنجابية للفتيات والنساء، فتعتمد آثار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على عدد من العوامل ، بما في ذلك نوع الختان الذي يتم إجراؤه ، وخبرة الممارس ، وظروف النظافة التي تتم بها ، والمقاومة والحالة الصحية العامة للفتاة / المرأة التي تخضع لتلك الإجراء.
وقد تحدث مضاعفات أكثر خطورة في جميع أنواع الممارسات الخاصة بعملية الختان ، ولكنها أكثر شيوعاً مع الختان الفرعوني.
وتشمل المضاعفات الفورية الألم الشديد ، والصدمة ، والنزيف ، العدوى ، احتباس البول ، تقرح المنطقة التناسلية وإصابة الأنسجة المجاورة ، العدوى البولية ، الحمى ، تسمم الدم. ويمكن أن يكون النزف والعدوى شديدان بما يكفي لإحداث الوفاة.
وعلى المدى الطويل تؤدي إلى حدوث المضاعفات أثناء الولادة ، وفقر الدم ، وتشكيل الخراجات والدمامل ، وتشكيل الندب، وتلف مجرى البول مما يؤدي إلى سلس البول ، عسر الجماع (آلام أثناء العملية الجنسية) ، والفتور الجنسي.
زيادة خطر انتقال الأمراض المعدية مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي أو فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” حيث يتم استخدام أداة واحدة في ختان عدد من الفتيات ، كما هو الحال في كثير من الأحيان في المجتمعات التي يتم فيها ختان مجموعات كبيرة من الفتيات في نفس اليوم خلال طقس اجتماعي ثقافي.
بالإضافة إلى ذلك، تلف الأعضاء التناسلية للإناث وعند الاتصال الجنسي المباشر يحدث تمزق في الأنسجة ، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتقال الأمراض المنقولة جنسياً.
الآثار النفسية لختان الإناث
فقد يكون لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية آثار دائمة على النساء والفتيات اللواتي يخضعن لعملية الختان. فقد يؤدي الضغط النفسي للإجراء إلى حدوث اضطرابات سلوكية لدى الأطفال ، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بفقدان الثقة في الأسرة ومقدمي الرعاية الصحية. وعلى المدى الطويل ، قد تعاني النساء من الشعور بالقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة كذلك حين تلتحم الفتاة بالثقافات والمجتمعات الأخرى الخالية من تلك الممارسات فقد تشعر بالخزي والعار وأنها قد طُعنت في ظهرها، فضلاً عن الشعور بالدونية وفقدان الثقة بالنفس وقد يساهم الفتور الجنسي الذي يصاحبها أيضًا في النزاعات الزوجية أو الطلاق.
وقد يسبب الاستئصال – وهو أحد أنواع ختان الإناث – انسداداً مهبلياً كاملاً يؤدي إلى تراكم الدم المتدفق في الدورة الشهرية داخل المهبل والرحم.
بينما يخلق النمط الفرعوني في الختان حاجزًا ماديًا أمام العملية الجنسية والولادة.ويصاحبه أيضًا اضطرابات الحيض والتبول، والتهابات المسالك البولية ، والناسور والعقم.
ووجدت دراسة حديثة أنه بالمقارنة مع النساء اللواتي لم يتعرضن لعملية الختان ، فإن أولئك اللواتي خضعن له يواجهن مخاطر مثل الاضطرار لإجراء عملية قيصرية، والإقامة لفترة طويلة في المستشفى مما يزيد من خطر العدوى، وكذلك معاناة النزيف ما بعد الولادة.
ومن المرجح أن تعاني النساء اللواتي خضعن للختان من عملية ولادة طويلة ومُعرقلة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة الجنين.
وتكشف التقديرات الحديثة جدا لمنظمة الصحة العالمية و اليونيسيف أن معظم البلدان التي تشهد معدلات عالية لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث تتضمن أيضا معدلات عالية من وفيات المواليد والأمهات أثناء الولادة.
أنماط الجريمة ( أنواع ختان الإناث )
حددت منظمة الصحة العالمية أربعة أنواع من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية:
النوع الأول: ويسمى باستئصال البظر: وهو الإزالة الجزئية أو الكلية للبظر و / أو القلفة.
النوع الثاني: ويسمى بالاستئصال: وهو الإزالة الجزئية أو الكلية للبظر والشفرين الصغيرين ، مع أو بدون استئصال الشفرين الكبيرين. وتختلف كمية الأنسجة التي تتم إزالتها بشكل كبير من مجتمع إلى آخر.
النوع الثالث: ويسمى أيضا الختان الفرعوني أو السوداني: وهو تضييق الفتحة المهبلية مع قطع وإعادة تخييط الشفرين الصغيرين و / أو الشفرين الكبيرين مع أو بدون إزالة البظر وهو أسوأ أنواع الختان حيث يتم فيه إزالة كل الأعضاء التناسلية وتخييطها فلا يتبقى سوى فتحة صغيرة تسمح بمرور البول وهذا النوع من الخِتان يشيع في دول مثل السودان والصومال وجيبوتي وأثيوبيا وإريتريا وشمال شرق أفريقيا وبعض محافظات مصر الجنوبية.
ولا يتم الإكتفاء بارتكاب تلك الجريمة حتى بل تتمادى بعض المجتمعات في المهانة حيث العادة الرائجة لدى بعضهم هي عرض الجزء المبتور على النسوة الكبار في العائلة، ليُقرِّرن ما إذا كان بُتر بما يكفي، أو تُعاد العملية لبتر المزيد، وبحال اعتبرت الأسرة أن الفتحة الصغيرة المتروكة لمرور البول مازالت كبيرة تكرر العملية لتصغيرها.!
بعضُ الشُعوب تعلق الفتاة على ثيابها أو في قلادة في عنقها جراب يحتوي على تلك الأجزاء المبتورة ، في إشارةٍ إلى طُهُورها أمام شعبها. و تُربطُ ساقيّ الفتاة ببعضهما البعض من الورك إلى الكاحل لمدة تصل إلى ستَّة أسابيع، لتساعد الأنسجة على الإلتئام.! وعند الزواج تأتي القابلة لقطع هذا الاتصال وتوسيع الفتحة المهبلية لتسمح باجراء العملية الجنسية.!
النوع الرابع: ويشمل أي إجراءات ضارة أخرى للأعضاء التناسلية الأنثوية لأغراض غير طبية ، على سبيل المثال: الوخز أو إحداث ثقب أو الكي والكشط.
من أين أتت تلك الممارسة ؟
إن أصول هذه الممارسات ليست دينية في المقام الأول كما يعتقد البعض. فظهورها يسبق ظهور المسيحية والإسلام بفترة طويلة، حيث انتشرت هذه العادة في مصر الفرعونية ووجدت الكثير من المومياوات المصرية التي خضع أصحابها لتلك الممارسات.
ويقول بعض المؤرخون مثل هيرودوت أن الفينيقيين والحثيين والإثيوبيين مارسوا الختان في القرن الخامس قبل الميلاد.
وأن طقوس الختان كانت تمارس في المناطق الاستوائية من أفريقيا، في الفلبين، ومن قبل بعض القبائل في منطقة الأمازون، ومن قبل نساء من قبيلة أرونتا في أستراليا، وبعض أوائل الرومان والعرب.
تمت ممارسة استئصال البظر في أوروبا الغربية والولايات المتحدة قديما لشيوع اعتقاد أن تلك الممارسات بامكانها علاج الهستيريا والصرع والاضطرابات العقلية.
في بعض المناطق ، يتم إجراء ختان الإناث خلال مرحلة الرضاعة – في وقت مبكر بعد يومين من الولادة. وفي حالات أخرى يحدث هذا في مرحلة الطفولة، وقت الزواج، أثناء الحمل الأول للمرأة أو بعد ولادة طفلها الأول وفقاً للموروث الثقافي في المنطقة.
مبررات ختان الإناث
إن الأسباب الممنوحة لممارسة تلك الجرائم تقع عادة في خمس فئات كما يلي:
الأسباب النفسية الجنسية:
حيث يجري تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية كوسيلة للتحكم في الحياة الجنسية للمرأة، حيث يُعتقد أنه يضمن العذرية قبل الزواج والإخلاص بعد ذلك ، كما يعتقد البعض أن الفتور الجنسي للمرأة أمر جيد حيث يمنح هذا بعض الذكور شعوراً بالقدرة على إرضاء شريكته نظراً لانعدام رغبتها من الأساس.!
الأسباب الاجتماعية والثقافية:
حيث يُنظر إلى تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية باعتباره ضماناً لتثبيت جنس الفتاة وأنها ستستمر في كونها أنثى.!
(على سبيل المثال ، أنه إن لم يقطع البظر فسيصبح حافزا له لينمو كقضيب ، أو أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية سيعزز من الخصوبة لدى الفتاة باعتبارها هكذا أنثى مكتملة)
أسباب جمالية:
في بعض المجتمعات تعتبر الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة قذرة وقبيحة فيتم إزالتها ، ظاهريًا لتعزيز النظافة الشخصية والجمالية. بينما باطنيا لا يعتبر هذا سوى احتقاراً للمرأة باعتبارها هي ذاتها قبحاً وقذارة.
أسباب دينية:
على الرغم من أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لا يؤيده لا الإسلام أو المسيحية، فإن العقيدة الدينية المفترضة تُستخدم غالباً لتبرير هذه الممارسة دون حجة صحيحة ودون نصوص صريحة، وذلك حصان طروادة التي تسلل منه هذه الممارسات في معظم الدول العربية حالياً رغم الفتاوى الصادرة عن الأزهر الشريف و دار الإفتاء المصرية وغيرها من المؤسسات الإسلامية والمسيحية بكافة طوائفها بتحريم الأمر وأنه ليس جزءً من الشعائر الدينية.
العوامل الاجتماعية الاقتصادية:
في العديد من المجتمعات يعد الختان شرطاً أساسياً للزواج. وحين تصبح النساء في تلك المجتمعات معتمدة إلى حد كبير على الرجال ،فيمكن أن تكون الضرورة الاقتصادية محركاً رئيسياً لهذا الإجراء. فمثلا يعتبر ختان الاناث في بعض المجتمعات شرطا مسبقاً للحق في الإرث.
بما أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية جزء من تقاليد ثقافية، فهل يمكن إدانته؟
نعم بالطبع. فلا يمكن استخدام الحجج الثقافية للتغاضي عن العنف ضد الناس: ذكوراً أو أناثاً. علاوة على ذلك، فإن الثقافة ليست ثابتة، ولكنها تتغير باستمرار.
ولكل طفل الحق في الحماية من الأذى ، في جميع الظروف وفي جميع الأوقات.
وسيتطلب إنهاء ختان الإناث تعاونًا مكثفًا ومستدامًا من جميع أجزاء المجتمع ، بما في ذلك العائلات والمجتمعات ، والزعماء الدينيين وغيرهم من القادة ، ووسائل الإعلام ، والحكومات والمجتمع الدولي.
يُحكى أن .. حكايات ختان الإناث
“في قريتي هناك فتاة واحدة أصغر مني ممن لم يتم ختانهن لأنني ناقشت هذه المسألة مع والديها. أخبرتهم عن مدى الضرر الذي أصابني ، وكيف لم استطع التخلص من تلك الصدمة ، وجعلتني ذكراها لا أثق بوالديّ أبدا. فقرروا بعدها أنهم لا يريدون حدوث هذا لابنتهم”
-ميزا 15 عام
“كنت فى السادسة من عمرى، نائمة فى سريرى الدافئ أحلم أحلام الطفولة الوردية، حينما أحسست بتلك اليد الخشنة الكبيرة، تمتد، وتمسكنى، ويد أخرى تسد فمى، وتطبق عليه لتمنعنى من الصراخ، وحملونى إلى الحمام، وكل ما أدركته فى ذلك الوقت تلك القبضة الحديدية التى أمسكت رأسى وذراعى وساقى حتى أصبحت عاجزة عن المقاومة، وملمس بلاط الحمام البارد تحت جسدى العارى،وهمهمات يتخللها صوت اصطكاك شىء معدنى ذكرنى بسكين الجزار، ظننت أن عدداً من اللصوص سرقونى من سريرى، ويتأهبون لذبحى، وأحسست بهذا الشىء المعدنى يسقط بحدة وقوة، ويقطع من بين فخذى جزءاً من جسدى، صرخت من الألم رغم الكمامة فوق فمى، فالألم لم يكن ألماً، وإنما نار سرت فى جسدى كله وبركة حمراء من دمى تحوطنى فوق بلاط الحمام، لم أعرف ما الذى قطعوه منى، ولم أحاول أن أسأل، كنت أبكى، وأنادى على أمى لتنقذنى، وكم كانت صدمتى حين وجدتها هى بلحمها ودمها واقفة مع هؤلاء الغرباء تتحدث معهم، وتبتسم لهم وكأنهم لم يذبحوا ابنتها منذ لحظات، وحملونى إلى السرير، ورأيتهم يمسكون أختى التى كانت تصغرنى بعامين بالطريقة نفسها، فصرخت وأنا أقول لهم لا، لا، ورأيت وجه أختى من بين أيديهم الخشنة الكبيرة، كان شاحباً كوجوه الموتى، والتقت عينىّ بعينيها فى لحظة سريعة قبل أن يأخذوها إلى الحمام، وكأنما أدركنا معاً فى تلك اللحظة المأساة، مأساة أننا خلقنا من ذلك الجنس، جنس الإناث الذى يحدد مصيرنا البائس، ويسوقنا بيد حديدية باردة إلى حيث يستأصل من جسدنا بعض الأجزاء”
-نوال السعداوي تحكي قصة ختانها في كتاب/الوجة العاري للمرأة العربية
“ولما رأت دودو هانم زينب منفرجة الساقين منكسرة الرأس، طلبت منها أن تتقدم إليها، ولكن زينب وقفت حائرة، فضحكت خديجة “أم زينب” وقالت إنها مكسوفة، وكان السرور يلمع فى عينى خديجة التى حاولت أن تنقل سرورها إلى حماتها “دودو هانم”، وأخذت تقول لها بأنها لم تفعل ما فعلت إلا ليقينها أن أنوثة زينب لن تكتمل إلا بالختان، وبدأت تثرثر بحكايات عن رجال اكتشفوا أن زوجاتهن غير مختونات، فكانوا يطلقونهن.”
-من رواية زينب والعرش لكاتبها/ فتحي غانم
“ويحكي المبدع سليمان فياض عن وقائع قصة حقيقية شهدها بنفسه عن أحد أبناء أحدى القرى وقد وفد من الخارج مع زوجته الأجنبية سيمون، فقامت نساء القرية بإجراء عملية ختان مريعة لها، أودت بحياتها وبقدر الاندهاش الذى أبداه فياض للحكاية، إلا أنّه فسّر الواقعة بأنها نوعٌ من الحدّ الذى قامت نساء القرية بتطبيقه ضدّ ما حدث لهنّ من اقتطاع لجزء من جسدهن ومصادرة حقهن فى الحرية، فلم يكن منهم سوى ارتكاب تلك الجريمة في حق امرأة شعروا بالغبطة تجاهها.”
– رواية أصوات/لسليمان فياض
هناك الكثير من التجارب الأخرى التي ترويها الضحايا عما ارتُكب في حقهن وفي حق أجسادهن من تعدي ومهانة وتملك.
والكثير من المبررات التي يستخدمها مرتكبوا الجريمة في المقابل لمباركة فعلتهم بأسم الفضيلة .
إن كل هؤلاء النساء والفتيات كنّ ضحايا جريمة بشعة، جريمة قديمة استمرت ومازالت مستمرة ولكن إلى متى…؟
المصادر:
Female Genital Mutilation/Cutting: A Statistical Overview and Exploration of the Dynamics of Change. New York, UNICEF.
Female Genital Mutilation: A Joint WHO/UNICEF/UNFPA Statement. WHO, 1997.
M. Hekmati. Towards the Eradication of Female Genital Mutilation in Egypt. 1999
Unicef – What you need to know about Female Genital mutilation
https://www.nhs.uk/conditions/female-genital-mutilation-fgm/