طب العيون

عملية تصحيح النظر ( الليزك ) : هل هي آمنة فعلاً ؟

“هل مللت من انكسار نظاراتك الطبية باستمرار؟ هل أنتِ غير راضية عن شكل عينيك بالنظارات؟ هل تتطلب منك العدسات اللاصقة الكثير من الجهد؟ هل ترغب بالاستمتاع بلعب كرة القدم وممارسة السباحة لكن النظارات الطبية تقف عائقاً أمام ذلك! الآن بات بإمكانك التخلي عن النظارات الطبية للأبد والاستمتاع برؤية مثالية مع عمليات تصحيح الإبصار بأحدث التقنيات  في أقل من خمس دقائق بمنتهى الأمان وبدون أية آثار جانبية.”

هذه هي الصيغة الإعلانية للعديد من المراكز الطبية وعيادات الأطباء الذين يقومون بإجراء عمليات تصحيح النظر وأشهرها عملية الليزك (LASIK) قد تختلف تلك العبارات بعض الشئ من إعلان لآخر لكنها في النهاية تتفق في تصوير عمليات تصحيح الإبصار بالحلم المنشود والحل النهائي لكل من يعاني من عيوب الإبصار سواءً قصر أو طول النظر أو الاستجماتيزم. لكن هل حقاً الأمر بتلك السهولة؟!

انتشرت عمليات تصحيح عيوب النظر باستخدام الليزر خلال العشر سنوات السابقة انتشار النار في الهشيم ربما لاختفاء عامل الخوف المبالغ فيه من إجراء العمليات الجراحية بشكل عام مع ازدياد وعي العامة بوسائل التكنولوجيا الحديثة والتي مكنتهم من الحصول بسهولة على المعلومات التي يتطلعون لمعرفتها عن تفاصيل إجراء العمليات الجراحية عموماً ومن ضمنها عمليات تصحيح النظر بالطبع، فقبل أن يقدم المريض على اتخاذ قرار إجراء عملية جراحية يقوم بجمع كم كافٍ من المعلومات عنها بل ربما يشاهد تلك العملية بالتفصيل على مواقع كيوتيوب وغيره.

ولكون عملية تصحيح الإبصار لا تعتبر عملية جراحية معقدة بل من الجانب التقني هي مجرد إجراء طبي بسيط باستخدام نوع معين من الليزر (Excimer laser) للتلاعب بدرجة تقوس قرنية العين للحصول على انحناء وتقوس معين يؤدي بالنهاية لتصحيح عيب الإبصار. هذا بالإضافة لإعلانات المراكز الطبية التي لا تكاد تخلو صفحة أو موقع إلكتروني منها ونتيجة للتنافس الشديد بين تلك المراكز فالإعلانات الترويجية لعمليات الليزك في ازدياد والتكلفة المادية لتلك العمليات في تناقص مستمر.

عمليات تصحيح الإبصار: ما لها وما عليها

هل عمليات تصحيح عيوب النظر آمنة تماماً؟

لم تستمر موجة انتشار عمليات تصحيح النظر بالليزر بنفس الدرجة بل بدأت بالتراجع مرة أخرى، فمع حدوث حالات ليست بالقليلة لمضاعفات عمليات الليزك وفشلها أحياناً وفي مناخ التواصل الذي خلقته السوشيال ميديا وجد ضحايا عمليات الليزك ميداناً ليبثوا من خلاله تجاربهم ومأساتهم مع تلك العمليات ويحذروا غيرهم من إجراءها وقام بعضهم بالفعل بتكوين مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحوي عدد ليس بالقليل من ضحايا عمليات الليزك وغيرهم من المناهضين لإجراء تلك العملية.

وبذلك يكون لدينا فريق مضاد لفريق الأطباء والمراكز الطبية، فالفريق الأول يدّعي أن تلك العملية في غاية البساطة وآمنة بنسبة 100% ومضمونة النجاح بنسبة 100% بينما يُجرم الفريق الثاني الفريق الأول ويعتبر عمليات الليزك بأنواعها بمثابة تدمير للعينين بل ربما لحياة من يقومون بتلك العملية على حد وصفهم. بالنظر للحقائق العلمية والإحصائيات فإن كلا الفريقين يحمل رأيه جزءاً من الصواب فعمليات الليزك أو بشكل أوسع عمليات تصحيح عيوب النظر بالليزر ليست آمنة بنسبة 100% ولها كغيرها من العمليات عدد من المضاعفات المحتملة التي تحدث في نسبة من المرضى كما أن تلك العمليات قد تكون خياراً مناسباً وفعالاً للبعض الآخر.

عمليات تصحيح الإبصار: ما لها وما عليها

هل يستطيع الجميع الخضوع لعمليات تصحيح النظر بالليزر ( الليزك )؟

بالطبع لا يستطيع الجميع الخضوع لعمليات تصحيح النظر بالليزر فإن كان لعمليات الليزك وغيرها مضاعفات محتملة فإن نسبة تلك المضاعفات تصبح مرتفعة جداً في بعض الحالات مما يجعل تلك العمليات خياراً غير مناسباً لها.

محظورات تصحيح عيوب النظر بالليزر

  • ضعف سمك قرنية العين.
  • القرنية المخروطية والغير منتظمة بدرجة كبيرة.
  • جفاف العين.
  • الحالات الشديدة من عيوب الإبصار(قصر النظر، طول النظر، الاستيجماتيزم).
  • السن الصغير أو الكبير جداً.
  • عدم استقرار درجة عيب الإبصار(قصر النظر، طول النظر، الاستيجماتيزم).
  • أثناء الحمل والرضاعة.
  • في حالة وجود مرض مناعي.
  • اتساع بؤبؤ العين.

صفات المرشح لعمليات تصحيح النظر بالليزر

  • أن لا يقل سن المريض عن 18 عام.
  • ثبات درجة عيب الإبصار لمدة عام تقريباً.
  • أن لا يزيد قطر بؤبؤ العين عن 6 ملم عند قياسه في الظلام.
  • أن يكون التحسن المتوقع  في شدة الإبصار بعد القيام بالعملية 6/12 أو أكثر.

 مضاعفات عمليات تصحيح عيوب النظر بالليزر ( الليزك )

كما ذكرت سابقاً فعمليات تصحيح عيوب الإبصار بالليزر وأشهرها الليزك ليست آمنة تماماً بل إن لها بعض المضاعفات التي تحدث بنسب متفاوتة ومنها

  • جفاف العين

عند الحديث عن عمليات الليزك وعلاقتها بجفاف العين فحدث ولا حرج، فيعتبر جفاف العين من أشهر الأعراض الجانبية لعمليات الليزك، حيث يعاني المريض من الإحساس بحرقة وعدم الراحة وأحياناً في بعض الحالات الشديدة يشكو المريض من الإحساس بجسم غريب داخل العين كما أن جفاف العين يؤثر سلباً على الرؤية فلا يستطيع المريض أن يرى بوضوح. غالباً ما يستمر جفاف العين لمدة ستة أشهر بعد العملية لكن في بعض الحالات قد يستمر أكثر من ذلك ربما لسنوات وفي تلك الأحيان ينصح الأطباء باستخدام القطرات المرطبة للعين(الدموع البديلة) باستمرار. ( مقال مرتبط: جفاف العين : الأعراض، الأسباب، والعلاج )

عمليات تصحيح الإبصار: ما لها وما عليها

  • الوهج والهالات الضوئية وضعف الرؤية الليلية

في هذه الحالة يعاني المريض من إشعاعات ضوئية قوية وهالات ضوئية حول مصادر الإضاءة كالمصابيح على سبيل المثال وخاصة أثناء الليل كما تنخفض حدة الرؤية بشكل عام ليلاً بعد القيام بعملية الليزك، كما يمكن أن يعاني المريض أيضاً من الرؤية المزدوجة. غالباً ما تستمر تلك الأعراض من أيام لأسابيع بعد القيام بالعملية لكن ربما تستمر لفترة أطول كما في بعض الحالات.

عمليات تصحيح الإبصار: ما لها وما عليها

  • التصحيح غير الدقيق

يمكن أن يتسبب التصحيح غير الدقيق – عن طريق إزالة طبق من القرنية ذات سمك أقل من المطلوب في حالات قصر النظر أو عند إزالة طبقة من القرنية ذات سُمك أكبر من المطلوب في عمليات تصحيح طول النظر- في الوصول لنتائج غير مرغوب فيها والحصول على رؤية غير واضحة مما يتطلب القيام بعملية تصحيح أخرى وتعريض المريض لمضاعفات محتملة مرة أخرى.

  • الاستيجماتيزم

يعرف الاستيجماتيزم بالرؤية اللابؤرية الناتجة من عدم انتظام في تسطح أو تقوس القرنية غالباً، من الطريف أن عمليات تصحيح عيوب النظر التي من المفترض بها علاج تلك الحالة قد تسببها أو تزيدها سوءًا نتيجة خلل أثناء العملية أو نتيجة التئام القرنية بعد العملية.

  • مضاعفات أخرى

هناك بعض المضاعفات الأخرى التي ترتبط برفع طبقة من القرنية (Flap) وإعادتها مرة أخرى فربما تحدث عدوى أو مضاعفات غير متوقعة أثناء عملية الالتئام مما يؤدي لتكوين ندبة وعتامة في القرنية. من المضاعفات النادرة جداً هي فقدان البصر نتيجة أحد المضاعفات.

ختاماً: 

عمليات تصحيح عيوب الظر عن طريق الليزر المعروفة اختصاراً باسم الليزك ربما تكون خياراً مناسباً وفعالاً لقطاع كبير من المرضى لكنها في نفس الوقت ليست آمنة تماماً، فشأنها شأن أي عملية جراحية أخرى من حيث الفعالية والمضاعفات أو الآثار الجانبية المحتملة. من المهم معرفة أن معظم تلك المضاعفات تقل بنسبة ملحوظة في حالة إذا كان المريض مرشحاً مناسباً للقيام بالعملية وتزداد بنسبة كبيرة في الشريحة التي تمتلك بالفعل واحداً أو أكثر من عوامل الخطر التي ذكرتها سابقاً، لذلك إن كنت تفكر في إجراء عملية الليزك أو غيرها من عمليات تصحيح عيوب النظر فتأكد أولاً أنك مرشح جيد لتلك العملية.

مقال مرتبط:

السابق
اضطراب التوحد – كل ما تحتاج معرفته عن التوحد وعلاقته بالعبقرية!
التالي
ما تحتاج معرفته عن العلاج بالبلازما للشعر و المفاصل!

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.