طب العيون

عمى الألوان – الأعراض و العلاج!

قد يعتقد البعض أن مصطلح عمى الألوان يطلق على الأشخاص التي لا تستطيع رؤية الألوان على الإطلاق وأن المصاب بذلك المرض يرى فقط الأبيض والأسود دون ما بينهما لكن في الحقيقة مصطلح عمى الألوان أوسع من ذلك بكثير. بشكل طبيعي فإن أعيننا تحتوي على مستقبلات عصبية حساسة للضوء تستطيع الإحساس بالألوان باختلاف درجاتها، تقع تلك المستقبلات العصبية في شبكية العين ويطلق عليها خلايا Cones، تحتوي تلك الخلايا على مركبات صبغية من شأنها التفاعل مع الضوء لإدراك الألوان بشكل طبيعي.

مما سبق يمكن الاستنتاج أن اختلاف درجة تمييز الألوان بين شخص وآخر يعتمد على درجة حساسية ودقة تلك الخلايا بما تحتويه من مواد صبغية. من الممكن أن تختلف دقة استقبال العين للألوان من شخص لآخر بشكل طبيعي، لكن في بعض الحالات يحدث خلل بتلك الخلايا والمستقبلات العصبية متسببة في درجة كبيرة من اختلاف استقبال الألوان والتفريق بينها وهو ما يطلق عليه عمى الألوان.

عمى الألوان؛ التشخيص والأنواع والعلاج!

أعراض عمى الألوان

من الممكن أن يعبر عمى الألوان عن نفسه بشكل واضح بحيث يشعر المصاب به بذلك ويستطيع ملاحظة الخلل الحادث عند مقارنة رؤيته لما حوله مع رؤية الآخرين، لكن في حالات أخرى بدرجات أقل قد لا يلاحظ المريض درجة إصابته بعمى الألوان ويتم اكتشاف ذلك بالمصادفة عند إجراء الفحوص الروتينية عند زيارة طبيب العيون أو عند طلب تلك الفوصات قبل الالتحاق ببعض الوظائف كالطيارين على سبيل المثال.

عمى الألوان؛ التشخيص والأنواع والعلاج!

الأنواع المختلفة لعمى الألوان

لعمى الألوان ثلاثة أنواع رئيسية بالإضافة لعدة أنواع فرعية كما يلي:

1-عمى الألوان للونين الأخضر والأحمر: هو النوع الأشهر والأكثر انتشاراً وقد يظهر بعدة أشكال مختلفة.

  • Protanomaly: المصابون بهذه الحالة (1% من الذكور) يعانون من خلل في المواد الصبغية للمستقبلات العصبية للون الأحمر؛ لذلك فإن هؤلاء الأشخاص ترى اللون الأخضر بدلاً من الأحمر والبرتقالي والأصفر، كما أن رؤيتهم لباقي الألوان تكون أقل إشراقاً.
  • Protanopia: يؤثر ذلك النوع على 1% من الذكور ويتميز بغياب المستقبلات العصبية للون الأحمر مما يجعل المصاب به غير قادر على تمييز اللون الأحمر على الإطلاق بل يرى الأسود بدلاً منه، أما البرتقالي والأصفر، والأخضر جميعها تظهر كلون أصفر.
  • Deuteranomaly: يعتبر هو النوع الأكثر شيوعاً حيث يؤثر على 5% من الذكور وفي هذا النوع هناك خلل في المستقبلات العصبية للون الأخضر، لذلك فإن اللونان الأصفر والأخضر يظهران باللون الأحمر، ومن الصعب التفريق بين البنفسجي والأزرق.
  • Deuteranopia: المصابون بهذا النوع لا يمتلكون أية مستقبلات عصبية للون الأخضر مما يجعلهم يرون الألوان الحمراء بنية مائلة للاصفرار أمّا الألوان الخضراء فتظهر باهتة أقرب للأبيض. يؤثر ذلك النوع من عمى الألوان على1% من الذكور.

عمى الألوان؛ التشخيص والأنواع والعلاج!

2- عمى الألوان للونين الأصفر والأزرق: يعتبر هذا النوع أكثر ندرة من النوع السابق ويصيب الرجال والنساء على حد سواء.

  • Tritanomaly:  في هذا النوع يوجد خلل وضعف في وظيفة المستقبلات العصبية للون الأزرق،حيث يظهر اللون الأزرق أكثر اخضرارًا وقد يكون من الصعب تفريق الأصفر والأحمر من الوردي.
  • Tritanopia: في هذا النوع من عمي الألوان لا يمتلك المصاب أية مستقبلات عصبية للون الأزرق لذلك يرى المصابون اللون الأزرق أخضرًا واللون الأصفر يظهر أرجواني أو رمادي.

عمى الألوان؛ التشخيص والأنواع والعلاج!

3- عمى الألوان الكامل: الأشخاص المصابون بعمى الألوان الكامل يواجهون صعوبة في رؤية الألوان بشكل عام، ويندرج تحت هذا النوع نوعان فرعيان آخران:

  • Cone monochromacy: يمتلك المصابون بذلك النوع من عمى الألوان نوع واحد فقط من المستقبلات العصبية للألوان ويفتقران للنوعين الآخرين مما يجعل عملية تمييز الألوان مستحيلة، حيث إن المخ يحتاج للأقل لنوعين من مستقبلات الألوان حتى يقوم بترجمة الإشارات العصبية عن طريق المقارنة بينها.
  • Rod monochromacy or achromatopsia: حالة شديدة الندرة حيث لا يمتلك المصاب أية مستقبلات عصبية للألوان كما يعاني أيضاً من ضعف عام في دقة النظر وحساسية للضوء. يرى المصاب بتلك الحالة العالم باللون الأبيض والأسود فقط.

عمى الألوان؛ التشخيص والأنواع والعلاج!

أسباب الإصابة بعمى الألوان

ترتبط الإصابة بعمى الألوان بعوامل وراثية وتنتشر بشكل أوسع بين الذكور عن الإناث، ويرجع السبب وراء ذلك إلى أن الجينات المسئولة عن تكوين المستقبلات العصبية للألوان تُحمل على الكروموسوم الجنسي (X) والذي يمتلك منه الذكور نسخة واحدة بينما تمتلك الإناث منه نسختين. لهذا السبب عند حدوث قصور في تلك الجينات المحمولة على نسخة من كروموسوم X عند الإناث يصبح من السهل تعويض ذلك القصور بالنسخة المحمولة على الكروموسوم الآخر وهذا ما لا يتوافر عند الذكور. يمكن أن يحدث عمى الألوان نتيجة تعرض العين لعوامل فيزيائية أو كيميائية ضارة وأحياناً نتيجة التقدم بالسن في حالة الإصابة بمرض المياه البيضاء.

هل يوجد علاج لعمى الألوان؟

للأسف عمى الألولان غير قابل للعلاج، لكن على الرغم من ذلك يمكن للمصابين بعمى الألوان للونين الأحمر والأخضر الاستعانة بعدسات مخصصة لمساعدتهم على التفريق بين الألوان بشكل أفضل، مع العلم أن تلك العدسات لا تثمر عن نتائج مرضية إلا أثناء النهار في الضوء الساطع. يوجد أيضاً العديد من التطبيقات لأيفون والتي تساعد تقدم رؤية أفضل للمصابين بعمى الألوان.

أحدث الأبحاث في مجال علاج عمى الألوان 

بالرغم من عدم وجود علاج حتى الآن إلا أن هناك بعض الأبحاث التى تبعث الأمل بإمكانية وجود علاج مستقبلاً. من أشهر تلك الأبحاث في مجال الجينات قام العلماء بحقن الجين المسئول عن تكوين المواد الصبغية للمستقبلات العصبية للألوان في خلايا شبكية العين لقرود ولدت بدون تلك المستقبلات مباشرة بعد الولادة. أثارت نتائج تلك الأبحاث الأمل حيث استجابت تلك القرود بشكل جيد واستطاعت رؤية الألوان بشكل طبيعي بعد ذلك. ما زالت تلك التجارب قاصرة على الحيوانات حتى الآن وتحتاج للمزيد من الجهود لتجربتها على البشر.

مقالات ذات صلة:

السابق
أشهر الأمراض المنقولة جنسياً
التالي
كل ما تريد معرفته عن الأمراض المنقولة جنسياً

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.