طب العيون

كسل العين – ما هو؟ وما الأسباب والعلاج ؟

قبل الحديث عن كسل العين دعونا نقرأ أولاً بعض السطور البسيطة عن تطور حاسة الإبصار لدينا وعلاقة العينين بالمخ. لكي تتم عملية الإبصار بشكل كامل يجب أن ينعكس الضوء من الجسم المراد رؤيته ليقع على العين مخترقاً طبقاتها الشفافة وصولاً للنسيج العصبي الحساس بالعين وهو الشبكية، والذي يقوم بتحويل هذا الضوء لإشارات عصبية تنتقل عن طريق العصب البصري للمخ حتى يستطيع المخ ترجمة تلك الإشارات للصورة المُراد رؤيتها.

تحدث تلك العملية بشكل متماثل في كلتا العينين بشكل متماثل وشبه متطابق، حيث يستقبل المخ نسخة من الجسم محط الرؤية من كل عين على حدة ويقوم بالمطابقة والدمج بين تلك النسختين لكي نرى بالأخير الجسم بشكل كامل ثلاثي الأبعاد.

كسل العين؛ الأسباب والعلاج

ما هو كسل العين؟

كسل العين هو خلل في عملية تطور حاسة الإبصار تحدث أثناء الطفولة وينتج عنها ضعف في النظر في إحدى العينين أو كلاهما بعد تصحيح جميع الأسباب العضوية لذلك الضعف.

على الرغم من أن جميع أجزاء العين تكون سليمة تماماً وكذلك مسار الجهاز العصبي الموصل للمخ إلا أن عملية الرؤية لا تحدث بشكل سليم. يحدث ذلك نتيجة تلقي المخ صورة مشوشة وغير واضحة من إحدى العينين لأسباب متعددة، ليتجنب المخ ذك التشويش فإنه يقوم بتجاهل الإشارات العصبية القادمة من تلك العين ومع الوقت لا يستقبل المخ الصورة من تلك العين وبالتالي فإنها تتوقف عن العمل.

في البداية فإن تلك الحالة يمكن علاجها لكن مع التقدم بعمر الطفل وغالباً بعد عمر 9 سنوات يصبح الضرر دائم وتصبح تلك العين كسولة للأبد.

الأسباب الشائعة لكسل العين 

هناك بعض الحالات التي تصيب العين أثناء الطفولة يترتب عليها حدوث كسل للعين في حالة لم يتم علاج تلك الحالات بشكل سليم. من أشهر تلك الأمراض التي تتسبب في حدوث كسل العين:

1- الحول: 

الحول هو حالة مرضية يختلف فيها اتجاه أحد العينين أو كلاهما عن الوضع الطبيعي، ربما تتجه أحد العينين للداخل أو الخارج أو لأعلى أو أسفل. في حالة الحول ونتيجة لاتجاه العين غير السليم فإن المخ يستقبل صورة ضبابية غير واضحة من أحد العينين (العين المصابة بالحول) وأخرى واضحة من العين السليمة.

نظراً لاختلاف تلك الصورتين فإن المخ لا يستطيع دمجهما وبالتالي لا يستطيع عملية الترجمة للملعومات الواصلة إليه ولا تكتمل عملية الرؤية. كمحاولة من المخ للتغلب على هذه الحالة فإنه يقوم بتجاهل الصورة الضبابية غير الواضحة من العين المصابة بالحول مرة بعد مرة وباستمرار عملية التجاهل تلك يحدث كسل للعين عند سن معين بحيث تفقد قدرتها على الإبصار حتى بعد تصحيح الحول.

كسل العين؛ الأسباب والعلاج

2- عيوب الإبصار: 

في حالة عيوب الإبصار مثل قصر النظر وطول النظر أو الاستيجماتيزم خاصة في الحالات الشديدة وبدون تدخل علاجي فإن العملية السابقة يتم تكرارها، فيقوم المخ باستقبال صورتين مختلفتين في الدقة والحجم من العينين مما يعيق عملية الدمج والترجمة وبالتالي يميل لتفضيل الصورة المستقبلة من إحدى العينين عن العين الأخرى. مع تكرار هذه العملية وترك عيوب الإبصار بدون علاج تصاب العين بالكسل.

3- الحرمان الحسي:

في هذه الحالة فإن العين تُحرم من وصول الضوء إليها بشكل سليم وبالتالي تُحرم من الإحساس بالضوء، كما في حالات المياه البيضاء على سبيل المثال. لا تختلف تلك الحالة عن سابقاتها كثيراً بل إنها فقط مجرد أسباب مختلفة تؤدي لنفس الطريق.

كسل العين؛ الأسباب والعلاج

هل كسل العين قابل للعلاج؟ 

كما ذكرت سابقاً فإن كسل العين لا يعتبر مرض مستقل بذاته وإنما يحدث كأحد المضاعفات لبعض حالات العين المٌهملة والتي لم تعالج أثناء الطفولة.

مما سبق يمكننا استنتاج أن علاج كسل العين يبدأ أولاً بعلاج الحالة الأصلية للعين المتسببة في حدوث ذلك الكسل سواء كانت حالة من حالات الحول أو عيوب الإبصار أو المياه البيضاء. تأتي بعد ذلك الخطوة التالية في عملية العلاج وهي إجبار المخ على استقبال الصورة من العين المصابة بالكسل حتى يستمر تطول النظام الإبصاري القادم من تلك العين. يمكن الوصول لتلك النتيجة بطريقتين مختلفتين وهما:

1- غطاء العين 

كما ذكرت فإن الهدف من العلاج هو إجبار المخ على استقبال الصورة من العين المصابة بالكسل ووقف عملية التجاهل التي كان يتبعها، لذلك نقوم بتغطية العين السلمية مدة من الزمن لتدريب العين المصابة على الرؤية مرة أخرى مما يساعد على اكتمال تطور النظام البصري لتلك العين.

غالباً ما تبدأ ظهور النتائج في فترة 6 أشهر من تلك الممارسة على ألّا تقل مدة تغظية العين السليمة عن ساعتين يومياً.

كسل العين؛ الأسباب والعلاج

2- استعمال قطرة الأتروبين

الأتروبين هو عقار من مضادات الكولين التي تعمل على استرخاء عضلات العين وبالتالي توسيع حدقة العين مما يعمل على تشويش الرؤية.

باستعمال قطرة الأتروبين على العين السليمة فإن الصورة المستقبلة من تلك العين تصير غير واضحة مما يجبر المخ على استقبال الصورة من العين المصابة بالكسل وبالتالي نصل لنفس الهدف بالنهاية (تدريب العين المصابة بالكسل).

هل يمكن علاج كسل العين في البالغين؟

من الأمور التي يجب أن توضح هنا أن تطور كسل العين من عدمه يعتمد على تطور النظام البصري وخاصة الجزء العصبي منه. ومن المعروف أن عملية تطور هذا النظام تكون سريعة جداً في السنوات الأولى من العمر حتى سن 9 سنوات وغالباً ما يكتمل ذلك النمو والتطور عند سن 10 سنوات.

مما سبق يتضح أن فرصة علاج كسل العين تنخفض بزيادة سن الطفل والعكس صحيح، لذلك ساد الاعتقاد فيما سبق أن علاج كسل العين مستحيل بعد سن العاشرة، لكن هناك دراسات حديثة وتجارب سريرية تعطي نتائجها بعض الأمل لعلاج كسل العين من سن 7 سنوات حتى سن 10 سنوات بتطبيق ساعات أطول من غطاء العين يومياً.

مقالات ذات صلة:

السابق
أطعمة تساعد على النوم و التغلب على الأرق
التالي
15 نصيحة من أجل التخلص من الكرش و دهون البطن !

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.