تمتلئ الصيدليات بل والمتاجر أيضاً بأصناف لاحصر لها من المكملات الغذائية والفيتامينات التي تتمتع بسوق رائج جداً في كل دول العالم، رغم اختلاف الثقافات إلا أن كل من الدول المتقدمة والدول النامية تستخدم المكملات الغذائية والفيتامينات بكميات مهولة ويتم الإنفاق عليها سنوياً بمبالغ ضخمة تصل إلي ملايين الدولارات. فهل تستحق تلك المكملات كل هذا الرواج وكل ذلك الإنفاق ؟ ولماذا يتسابق الناس في شرائها وهل ما يُشاع عنها صحيح أم أنه مجرد خرافات ومبالغات؟

يُشاع عن المكملات الغذائية أن لها مفعول السحر في الوقاية من بعض الأمراض وعلاج البعض الآخر بل وفي كثير من الأحيان يُقال أنها تساعد في تحسين الصحة وزيادة كفاءة آداء الجسم وطول العمر أيضاً فما مدى دقة ذلك؟ سنحاول إيضاح الفكرة عبر الحديث عن عدة مكملات غذائية رائجة مثل: الأوميجا 3، فيتامين ب، حمض الفوليك،الحديد، الكالسيوم، و فيتامين د.
الأوميجا 3 : جدل واسع حوله!
يًعد الحمض الدهني أوميجا 3 (Omega 3) من أشهر المكملات الغذائية والتي يستخدمها الناس لأغراض متعددة وقد أسفرت الأبحاث حول الأوميجا 3 عن نتائج مختلفة، فبعض الدراسات أكدت أن له دور في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل نسبة حدوث الجلطات والسكتات الدماغية وخفض كلاً من نسبة الدهون في الدم وضغط الدم أيضاَ في الأشخاص الأصحاء وإبطاء معدل التدهور لدى المصابين بتلك الأمراض بالفعل.

علي النقيض تماماً أشارت أبحاث أخرى أن تناول مكملات الأوميجا 3 هي قليلة أو عديمة الفائدة في علاج أو الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بينما هي ذات فائدة في الحمل والخصوبة فقط، ولم تصل الأبحاث إلى نتائج نهائية قطعية بعد بشأنه.
يجب الإشارة إلي إمكانية الحصول علي الأوميجا 3 من الأسماك الدهنية كالتونة والسلمون والسردين لذلك فتناول وجبة من السمك مرتين أسبوعياً يُغني عن تناول المكملات بل هو أفضل بكثير من ناحية الامتصاص والاستفادة . أما بالنسبة للنباتيين ممن لا يتناولون الأسماك فيمكنهم تعويض ذلك عن طريق تناول وجبات غنية بزيت الصويا أو عين الجمل.
فيتامين ب
من المكملات الغذائية المنتشرة أيضاً فيتامين ب بأنواعه المختلفة والتي يُطلق عليها مجتمعة فيتامين ب المركب Vit-B Complex ولهذه الفيتامينات دور كبير في بناء الجسم والحفاظ عليه فهي مهمة لصحة الجهاز العصبي وتكوين الخلايا بشكل سليم في الجنين والحفاظ علي الجهاز المناعي وصحة الشعر والبشرة وغيرها الكثير.
هذه الفيتامينات نحصل عليها بشكل كافٍ من تناول طعام صحي متكامل لذلك لا داعي لتناول أقراص فيتامين ب إلا بناءً علي وصف الطبيب ويكون ذلك في بعض الأمراض كأمراض الجهاز العصبي أو انواع محددة من الأنيميا وقد يوصف أيضاً للمرأة في خلال فترة الرضاعة للحفاظ علي مستوي هذا الفيتامين في دم الأم والوقاية من نقصه الذي قد يؤثر علي نسبته في الحليب.
حمض الفوليك
حمض الفوليك أيضاً من المكملات المعروفة والمهمة أهمية بالغة في الحمل وخصوصاً في الأشهر الأولى من الحمل فهو يساهم بشكل أساسي في تكوين الجهاز العصبي للجنين وأيضاً في تكوين الدم في الأم. لذلك فإن أي نقص في ذلك الحمض عند الأم يسبب مشاكل بالغة الخطورة علي الجنين، يصف الأطباء أقراص حمض الفوليك للحوامل والمتزوجات ممن يخططن للحمل. أيضاً يتم وصف حمض الفوليك في بعض حالات الأنيميا.

مكملات الحديد والكالسيوم
أشهر المكملات الغذائية من المعادن الأساسية هي الحديد والكالسيوم، فالحديد عنصر مهم للجسم ويؤدي نقصه إلى مرض فقر الدم “الأنيميا” لذا يوصف للأشخاص المصابين بهذا المرض وأيضاً للأم أثناء فترة الحمل للحفاظ على صحتها وصحة الجنين، ونجد الحديد بشكل أساسي في اللحوم والبقوليات.
الكالسيوم كذلك مهم لسلامة العظام والأسنان وأيضاً لصحة القلب وسلامة الجهاز العصبي، ومن الضروري الحفاظ علي مستوى الكالسيوم الطبيعي في جسم الأم أثناء فترة الحمل والرضاعة، وكذلك بعد انقطاع الدورة الشهرية والوصول لسن اليأس لتفادي حدوث هشاشة العظام، لذا فهذه هي الحالات الأشهر التي يصف فيها الأطباء الكالسيوم كمكمل غذائي وأيضاً عند حدوث كسور في العظام للمساعدة على الالتئام. يمكن الحصول على الكالسيوم بصورة طبيعية من البيض والحليب ومنتجات الألبان عموماً.
فيتامين د
فيتامين د من الفيتامينات المهمة جداً التي يصفها الأطباء عادة للأطفال حديثي الولادة، لأهمية هذا الفيتامين لصحة الطفل ولنقصه في لبن الأم، ويُنصح أيضاً بتناول فيتامين (د) لكبار السن والذين يعملون بأعمال مكتبية لساعات طويلة وبذلك لا يتعرضون لضوء الشمس لفترات كافية فمن المرجح أن يكونوا مصابين بنقص هذا الفيتامين، وكذلك الأشخاص المصابين بهشاشة العظام حيث يساعد فيتامين د مع الكالسيوم في سلامة العظام.
ما نود قوله أن المكملات الغذائية ليست حلاً سحرياً لمشاكل الصحة ولا يجب إهدار المال عليها إلا عند الحاجة لها ويمكن الاستغناء عن الكثير منها بتناول طعام صحي متكامل.