بالطبع كلنا يعلم ما هي المضادات الحيوية وفيم تُستخدم، لكن دعنا ننير بعض الحقائق هنا نظرََا لخطورة الموقف على المستوى العالمي. المضادات الحيوية هي علاج يُستخدم لمقاومة العدوى البكتيرية، ويحدث أن يصبح لدى البكتيريا القدرة على تغيير نفسها وتطوير قدراتها استجابة منها لاستعمال الأدوية.
مفعول المضادات الحيوية يُشكِّل ضغطََا على بعض أنواع البكتيريا؛ فتلجأ البكتيريا لإحداث بعض الطفرات في نفسها لتنجو، وبذلك تنتقل تلك القدرة إلى الأجيال التي تليها حتى يصبح النوع كله مقاوم للمضادات الحيوية.
أسباب انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
1. فرط استعمال المضادات الحيوية من قبل المرضى.
2. عدم التزام المرضى بتناول الجرعة الكاملة من المضادات الحيوية الموصوفة لهم في فترة المرض ،فعند الشعور بالتحسن يتوقف المريض عن تكملة جرعة العلاج،وفي بعض الأحيان يحتفظ بالباقي من العلاج لتناوله في فترة أخرى عندما تتكرر اصابته بالعدوى.
3. إضافة المضادات الحيوية إلى طعام الماشية لمساعدتها على النمو.
4. ضعف برامج مكافحة العدوى بالمستشفيات والعيادات.
5. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة.
6. عدم تطوير مضادات حيوية جديدة بواسطة شركات الأدوية لأسباب مالية واستثمارية بالدرجة الأولى.
7. استعمال المضادات الحيوية في كثير من الأحيان دون داعي لها؛ مثل في حالات العدوى الفيروسية: فكلنا أصيب بالبرد مرات عدة، والكثير منا يتناول مضادات حيوية في تلك الفترة! ولكن ما الداعي لذلك؟ فإن كان ” البرد” عدوى فيروسية ،فلم نستخدم مضادات حيوية هي بالأساس لمحاربة العدوى البكتيرية؟! قطعََا لا يوجد أدنى داعي لهذا الاستخدام الخاطىء.
المضاعفات
- قد تؤدي كثرة تناول المضادات الحيوية إلى الإصابة ببعض الالتهابات الفطرية أو الإسهال نتيجة مقاومة البكتيريا للدواء.
- تطور بعض أنواع البكتيريا مما يعزز ظهور أمراض جديدة تتطلب آليات جديدة للعلاج.
- تعزز قدرة المرضى على نقل العدوى مما يزيد من انتشار المرض.
- تدهور بعض الحالات وارتفاع معدل الوفيات بسبب العدوى البكتيرية.
الواقع السيء والمستقبل المظلم!
تشكل مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية خطراً شديداً يزداد عاماً بعد عام، فعدد الوفيات الآن الناجم عنها يتراوح سنوياً بين 70 ألف إلى عدة ملايين وفقاً لتقديرات الباحثين. أما بحلول عام 2050، فسوف يصل عدد الوفيات بسبب البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى ما يزيد عن 10 ملايين سنوياً متخطية أعداد الوفيات بالسرطان أو الكوليرا أو حوداث الطرق كما يتضح في الصورة.
يحذر الباحثون أيضاً أن فرط استخدام المضادات الحيوية يمكن أن يعجل بالوصول إلى عصر تصبح فيه “الخدوش مميتة” إن لم نتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة الآن وبسرعة!
أمثلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية:
- السالمونيلا التيفية، التي تسبب حمى التيفود، حيث ظهرت منها سلالة في باكستان مقاومة لخمسة أنواع من المضادات الحيوية.
-
المتفطرة السلية، التي تسبب عدوى السُلّ، وتتسبب هذا البكتيريا كل عام في 1.7 مليون حالة وفاة.حيث وُجد أن هذه البكتيريا مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية فيما عدا نوعين فقط.
-
النيسيرية البنية، التي تسبب مرض السيلان.
ماذا يجب عليّ للحد من أضرار المضادات الحيوية؟
- ألا تستعمل المضادات الحيوية إلا بوصف طبيب مختص ومُعتمد من الهيئة الصحية.
- ألا تطلب المضادات الحيوية أبداً إذا أخبرك الطبيب بأنها لا تلزمك.
- أن تحرص دوماً على اتباع نصائح الطبيب عند استعمال المضادات الحيوية.
- ألا تتشارك أبداً المضادات الحيوية المتبقية منك أو تستعملها مع غيرك.
- أن تحرص على الوقاية من الإصابة بالعدوى البكتيرية عن طريق غسل اليدين بانتظام وتناول الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى.
دور الأطباء للحد من مقاومة البكتريا
- عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة وفقََا لما تنص عليه المبادىء التوجيهية للصحة العامة.
- الإبلاغ عن الحالات المرضية الناجمة عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
- التحدث إلى المرضى عن طريقة تناول المضادات الحيوية بالكم والكيف الصحيح، وتوعيتهم بمخاطر إساءة الاستخدام.
دور قطاع الزراعة
- عدم إعطاء الحيوانات المضادات الحيوية إلا تحت إشراف الطبيب البيطري.
- عدم استخدام المضادات الحيوية في أغراض النمو.
- الحرص على تلقيح الحيوانات للوقاية من العدوى البكتيرية التي تستدعي فيما بعد العلاج بالمضادات الحيوية.
وقد أُقِرّت منظمة الصحة العالمية في مايو 2015 خطة عمل عالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، بما فيها مقاومة المضادات الحيوية، وتواصل المنظمة قيادة حملة عالمية تحت شعار “المضادات الحيوية: تعاملوا معها بحرص”.