تلك العبارة التي تجعل الفتيات والنساء يرتجفن ذعراً أن واحدة منهن قد اكتشفت تواً أنها مصابة بسرطان الثدي وأنها ستضطر لإجراء عملية جراحية لاستئصال ثدييها، او أن الأمر توغل بعيداً ولم تعد السيطرة عليه أحد الحلول المتاحة، لا تأتي الرياح دائماً بما تشتهي السفن.
سرطان الثدي هو أشهر أنواع السرطان في النساء وأكثرها انتشاراً ويتسبب في عدد لا بأس به من الوفيات، ومن اللازم التعرف علي بعض المعلومات حول هذا الموضوع: أسبابه وكيفيه اكتشافه والوقاية منه وأنواعه ومراحله ودرجة خطورته وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.

أسباب سرطان الثدي
-
العامل الوراثي
كغيره من أنواع السرطان فإن الإصابة بسرطان الثدي تحمل جانباً وراثياً نتيجة وجود خلل في جينات معينة تتناقلها العائلات عبر الأجيال لذلك فإن هناك مجموعة من النساء عرضة للإصابة بسرطان الثدي أكثر من غيرهن.
-
التقدم بالعمر
السرطانات عموماً عدا حالات قليلة شاذة منها تحدث مع التقدم في العمر نتيجة تراكم الخلل الحادث في خلايا الجسم، وعندما يتخطى هذا الخلل الحد الذي يستطيع الجسم تقويمه تتكاثر الخلايا السرطانية بدون رادع مما يتسبب في ظهور أعراض المرض.
-
التعرض للاستروجين فترات طويلة
لهرمون الاستروجين تأثير مباشر علي زيادة نسيج الصدر وتطوره وزيادة انقسام الخلايا، ولكن التعرض للاستروجين فترات طويلة مع وجود العديد من العوامل المساعدة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، يحدث ذلك عند بدء الدورة الشهرية في سن صغير والوصول لسن اليأس متأخراً وكثرة مرات الحمل وتجنب الرضاعة الطبيعية.
-
السمنة وزيادة الوزن
السمنة تعد من عوامل الخطر التي من الممكن أن تؤدي للإصابة لسرطان الثدي ذلك لأن النسيج الدهني يساعد علي زيادة هرمون الإستروجين في الجسم.
-
استهلاك الكحول والتعرض للإشعاع
استهلاك الكحول بانتظام يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي كما أن التعرض للإشعاع باستمرار في تجربة للعلاج الإشعاعي مثلاً لأي نوع آخر من السرطان تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي.
أعراض سرطان الثدي
- تغير لون أو شكل أو ملمس بشرة الثدي
- تحول شكل البشرة لشكل قشر البرتقال
- ظهور التهاب أو الاحساس بألم في منطقة حلمات الثدي
- خروج إفرازات من الثدي أو خروج الدم
- تغير في شكل حلمة الثدي
- وجود كتلة داخل الثدي يمكن الإحساس بها
- تغير حجم الثدي
- آلام بالثدي أو تحت الإبطين بشكل ثابت
التشخيص
يشخص الطبيب الإصابة بسرطان الثدي أثناء الفحص الدوري الذي تجريه النساء للاطمئنان أو أثناء الفحص نتيجة الشكوى من ظهور أحد تلك الأعراض أو مجموعة منها، يجري التشخيص على مراحل وبالاستعانة بمجموعة من الأجهزة والفحوصات أولها الفحص التقليدي لنسيج الثدي والعقد الليمفاوية للبحث عن أحد الأعراض الظاهرة.
عند ظهور أحد الأعراض يكمل الطبيب فحوصات أخرى للتأكد من أن الكتلة الموجودة سرطانية ولمعرفة أي نوع من أنواع السرطان ودرجة امتداده وانتشاره لمعرفة خطط العلاج المتاحة. من تلك الأجهزة والفحوصات المستخدمة جهاز الماموجراف وهو من الخطوات الأولى الموجوده في العيادات ومراكز العناية بالمرأة، يستخدم هذا الجهاز للكشف الدوري لاكتشاف أي خلل في نسيج الثدي، كما يوجد الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية “السونار” وجهاز الرنين المغناطيسي أو ربما يتطلب الأمر أخذ عينة من الورم لفحصه.
مراحل سرطان الثدي
بحسب حجم الورم وانتشار الخلايا السرطانية في نسيج الثدي والأنسجة المجاروة يتم تقسيم سرطان الثدي لخمس مراحل كما يلي:
- المرحلة 0 : في هذه المرحلة الأمر في غاية البساطة فالخلايا السرطانية لم تكون كتلة بعد وما زالت تتكاثر بداخل أحد قنوات نسيج الثدي.
- المرحلة 1 : في هذه المرحلة تنتقل الخلايا السرطانية من داخل القنوات إلي خارجها وتشكل كتلة حجمها حوالي 2سم لكن بشرط بقائها داخل نسيج الثدي وعدم انتقالها للعقد الليمفاوية المجاورة للثدي.
- المرحلة 2 : في هذه المرحلة يزداد حجم الكتلة عن 2 سم وتبدأ بالانتشار للعقد الليمفاوية المجاورة للثدي.
- المرحلة 3 : يزداد حجم الكتلة لحوالي 5سم كما تنتشر الخلايا السرطانية للعقد الليمفاوية المجاورة.
- المرحلة 4 : أسوأ وآخر مراحل سرطان الثدي حيث تنتشر الخلايا السرطانية لأعضاء أخرى كالمخ والكبد والعظام والرئتين.

خيارات علاج سرطان الثدي
هناك عدة عوامل تحدد خيارات العلاج المتاحة وهي مرحلة السرطان ونوعه واستجابة السرطان للعلاج وسن المريضة وحالتها الصحية. من تلك الخيارات:
-
الاستئصال الجراحي
إذا قرر الطبيب والمريض طبقاً للحالة اللجوء للجراحة فهناك عدة طرق منها استئصال الكتلة السرطانية فقط في حال كانت الكتلة صغيرة وقابلة للإزالة، أو إزالة نسيج الثدي بالكامل في حالة الأورام الأكبر والغير قابلة للإزالة، أو إزالة نسيج الثدي وبعض من عضلات الصدر في الحالات الأكثر تطوراً، يمكن أن لجأ الطبيب أيضاً لإزالة واحدة او أكثر من العقد الليمفاوية لمنع انتشار الخلايا السرطانية عبر الجهاز الليمفاوي.
بعد انتهاء الجراحة في حالات الاستئصال الكاملة يمكن إعادة بناء الثدي مرة أخرى للحفاظ على الشكل الطبيعي عن طريق حشوات السيليكون او استخدام نسيج من مكان آخر من الجسم.
-
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي بعد استئصال الورم جراحياً للقضاء على بقايا الخلايا السرطانية لمنع عودة الورم مرة أخرى، جلسة العلاج الإشعاعي تمتد لبضع دقائق فقط في المرة الواحدة وقد يمتد العلاج الإشعاعي من ثلاث إلي ستة أسابيع.
-
العلاج الكيميائي
عبارة عن مجموعة من الأدوية تستخدم للقضاء علي الخلايا السرطانية، يستخدم العلاج الكيميائي في عدة مواقف منها استخدامه قبل العمليات الجراحية في حال كان حجم الورم كبير جداً وصعب الإزالة للسيطرة على حجم الورم وتقليصه لتسهل إزالته، كما يستخدم بعد إجراء الاستئصال للقضاء على أي خلايا باقية ومنع عودة الورم مرة أخرى.
يستخدم العلاج الكيميائي أيضاً في الحالات المتأخرة من المرض عند انتشاره لأعضاء أخرى، في تلك الحالة يصعب إجراء الجراحة ويكون العلاج الكيميائي هو الحل لتقليل الأعراض وإطالة عمر المريض قدر الإمكان.
-
مضادات الهرمونات
تعمل تلك الأدوية على غلق مستقبلات هرموني الإستروجين والبروجستيرون في نسيج الثدي لمنع تأثيرهما علي خلايا الثدي ومنع نموها وانقسامها. يستخدم هذا العلاج في حالات معينة ولأنواع محددة من سرطان الثدي، كما يمكن استخدامه قبل العمليات الجراحية لتقليص حجم الورم أو بعد العمليات الجراحية لمنع ظهور الورم مرة أخرى. كما يمكن أن يكون هو الخيار الوحيد في حالات نادرة.
نظرة سريعة
يوجد العديد من أنواع السرطان التي لا يمكن التنبؤ بها أو منعها ولكن سرطان الثدي يمكن التنبؤ بحدوثه في حال وجود تاريخ وراثي في العائلة ويمكن منعه في هذه الحالة بإجراء جراحة استئصال وقائية، أو عن طريق المتابعة والكشف الدوري بانتظام لاكتشاف المرض في حالة حدوثه في مراحله الأولى.
إن اكتشاف المرض في المرحلة (0 أو 1) يجعل من السهل التعامل معه وتكون فرص النجاة حوالي 100%، إذا يعتبر من السرطانات ذات نسبة الشفاء العالية. من المهم أيضاً معرفة أن لسرطان الثدي أنواع متعددة ولكل نوع خصائص مميزة وخيارات محددة للعلاج وما ذكرناه في هذا المقال هو خطوط عريضة فقط وأمور مشتركة بين كل الأنواع لذلك إذا لاحظتي ظهور أي من تلك الأعراض المذكورة في المقال لا تتردي في زيارة طبيبك علي الفور، ولا تنسي أيضاً الفحص الذاتي للثدي بشكل دوري.
مقالات ذات صلة:
المصدر: (1)