لابد أنك سمعت مراراً وتكراراً نصائح الكبار للفتيات بالابتعاد عن القطط لأن القطط تسبب العقم، وربما سمعت في نطاق آخر وحديث آخر أن تناول اللحوم المجمدة “اللانشون” مُحرم علي الفتيات لنفس السبب فمن الممكن أن ينتهي بها المطاف عاجزة عن الإنجاب. هل هذه المعلومات صحيحة أم هي محض خرافات؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

تربية القطط وتناول اللحوم المصنعة
الشئ المشترك بين القطط واللحوم المصنعة كاللانشون هو مرض القطط أو دواء المقويات “التوكسوبلازما Toxoplasmosis” الذي يسببه طفيل المقوسة الغوندية Toxolasma gondii. يمكن أن يصيب هذا الطفيل عدد كبير من الحيوانات والطيور ويتجول في دمائهم حتي يصل لأعضاء مختلفة أشهرها ألياف العضلات وخلايا المخ ويقوم هذا الطفيل بالتحوصل داخل العضلات أو خلايا المخ لفترات طويلة حتى يصل لكائن آخر بطريقة ما أو بأخرى، وأحياناً قد يتم إنتاج اللحوم المصنعة من الحيوانات المصابة.
كيف يُصاب الإنسان بهذا الطفيل؟
كما ذكرنا فإن هذا الطفيل يقوم بالتحوصل في خلايا المخ أو العضلات علي وجه التحديد في أجساد الحيوانات المصابة به، لذلك يُصاب الإنسان بها الطفيل بعدة طرق:
- الطريقة الأولى هي تناول اللحوم المصنعة النيئة كاللانشون أو تناول اللحوم عموماً دون طهيها بشكل كامل، فينتقل الطفيل المتحوصل من خلايا العضلات في هذه اللحوم إلي جسم الإنسان.
- الطريقة الثانية عن طريق العدوى من فضلات القطط المصابة بالمرض.
- الطريقة الثالثة عن طريق شرب مياه ملوثة بالطفيل أو تناول خضروات ملوثة به.

كيف تصاب القطط بمرض التوكسوبلازما؟
من الأشياء المثيرة للعجب أن الفئران عند إصابتها بهذا الطفيل يعمل الطفيل علي تغيرات في مخ هذه الحيوانات يجعلها في النهاية أقل شعوراً بالخوف مما يجعلها تسعى نحو القطط عوضاً عن الهروب منها وعندما تتغذى القطط غير المصابة علي تلك الفئران أو الطيور المصابة ينتقل الطفيل إليها ليكمل دورة حياته في أمعاء تلك القطط.
تنتهي دورة حياة الطفيل بإنتاج البيض الذي يختلط ببراز القطط بعد حوالي أسبوعين من بدأ الإصابة بالمرض. عندما يقوم الإنسان بتنظيف مخلفات القطط بدون ارتداء القفازات وأخذ الاحتياطات اللازمة من الممكن أن ينقل بيض هذا الطفيل إلي طعامه ومن ثم الإصابة بالمرض.
أعراض مرض التوكسوبلازما وخطورته
في معظم الحالات فإن مرض القطط “التوكسوبلازما” لا يشكل خطورة حقيقية للإنسان في حالته الطبيعية مع نظام مناعة قوي، فإن الأعراض تكون بسيطة تشبه إلى حد كبير أعراض الإصابة بالبرد المعتاد، بل إن العلماء تعتقد أن ثلث سكان الأرض قد أصيبو بهذا المرض حتى دون أن يلاحظوا.

تكمن خطورة المرض في حالات ضعف المناعة كما في الأطفال وكبار السن والمرضى والحوامل، في تلك الحالات تظهر أعراض أكثر خطورة مثل حُمى شديدة وصعوبة ومشاكل في التنفس وأعراض مختلفة في الجهاز العصبي كالصرع وقصور في الإدراك والتفاعل وزيادة خطورة الإصابة بالاكتئاب والذُهان وغيرها من أمراض المخ.
هل تربية القطط تُشكل خطراً علي الحوامل؟
ذكرنا سابقاً علاقة القطط بمرض التوكسوبلازما وأشرنا إلي خطر هذا المرض في حالة الحمل. بمزيد من التفصيل ففي حالة إصابة الأم بهذا الطفيل أثناء الحمل نتيجة انتقال الطفيل من براز القط المصاب لطعام الأم عن طريق المصادفة ينتقل الطفيل عبر المشيمة إلى الجنين الذي ما زال في مرحلة التكوين وانتقال الطفيل للجنين هو الكارثة بعينها.

يتسبب الطفيل للجنين بعدد لا نهائي من المشاكل منها الإصابة بالعمى ومشاكل بالمخ قد تؤدى للعديد من الأمراض بحسب المنطقة المُصابة من المخ. قد يؤدي الإصابة بالطفيل لحدوث الإجهاض أو ولادة جنين ميت. لذلك علي المرأة الحامل توخي الحذر واتباع النصائح التي سنذكرها فيما بعد. (مقال ذو صلة: أهم الممنوعات والمحظورات خلال فترة الحمل – تعرفي عليها!)
نصائح عامة للوقاية من مرض القطط “التوكسوبلازما”
- إبقاء القطط داخل المنزل حتى لا تتغذى علي فئران أو طيور مُصابة.
- زيارة الطبيب البيطري باستمرار للاطمئنان علي صحة القطط.
- عدم إطعام القطط أي لحوم غير مطهية جيداً.
- توخي الحذر عن تنظيف صندوق مخلفات القطط وارتداء قفازات بلاستيكية أو مطاطية للاستخدام مرة واحدة.
- في حالة الحمل يُفضل أن يقوم شخص آخر غير المرأة الحامل بتنظيف صندوق مخلفات القطة.
- الابتعاد عن تناول لحوم غير مطهية بشكل جيد.
- تجميد اللحوم لعدة أيام قبل طهيها.
- الحرص علي الشرب من مياه نظيفة.
- غسل الخضروات جيداً قبل تناولها.
- غسل أدوات المطبخ جيداً بالماء الساخن والصابون بعد استخدامها في تحضير اللحوم.
للإيجاز فإن القطط لا تسبب العقم بل إن هذه خرافة يتداولها البعض بدون وعي، بالرغم من ذلك فيجب أخذ الاحتياطات اللازمة ومعرفة طرق الإصابة بمرض القطط “التوكسوبلازما” حتى نستطيع الوقاية منه.
المصادر:
(CDC ، Webmd ، SciShow Psych)