يعيش العالم بأسره حالة من الذعر بسبب فيروس كورونا المستجد والذي انتشر في فترة قصيرة انتشار النار بالهشيم عابراً مدناً ودولاً بل وقارات ليغزو كل دول العالم تقريباً بفترة قصيرة، وتتصاعد التساؤلات حول إمكانية وجود لقاح ضد فيروس كورونا يقي من الإصابة به.
ينحدر فيروس كورونا من سلاسة كورونا والتي ينتمي إليها أيضاً الفيروس المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد SARS والذي ظهر عام 2003 وانتشر ف دولة السعودية وغيرها. والفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS لا يقتصر التشابه بين الفيروس المستجد والفيروسات المسببة للمرضين SARS \ MERS على كونه ينحدر من نفس السلالة البيولوجية ولكن أيضاً لكونه يتسبب بعدوى للجهاز التنفسي قد تؤدي للوفاة.
أدت حالة الذعر والخوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد لتصاعد التساؤلات حول لقاح يقي من الإصابة بفيروس كورونا وهل أحرز الأطباء والعلماء أي تقدم في أبحاثهم حول الفيروس أم لا! هذا ما سنعرضه في هذا المقال.
لماذا لم يظهر لقاح ضد فيروس كورونا حتى الآن؟
باعتبار فيروس كورونا المستجد جائحة عالمية فإن الأبحاث والجهود الموجهة نحو إيجاد لقاح مضاد له تمضي على قدم وساق. يكفي أن تعرف أن هنالك مائة نوع مختلف من اللقاحات ما زالت خاضعة للبحث والتجربة منتظرة الإجراءات الروتينية المعتادة لإنتاج اللقاحات حتى تستطيع الشعوب الاستفادة منها، فبالرغم من صعوبة الموقف إلا أن عملية إنتاج لقاح ليست بتلك السهولة، بل لابد أن تمر بعدة مراحل حتى يتم التأكد من فعالية هذا اللقاح للوقاية من المرض ودرجة أمان اللقاح كذلك، فعلى سبيل المثال استغرق تصنيع لقاح فعال ضد الفيروس المسبب لشلل الأطفال عقدين من الزمن، لكن منظمة الدواء والطعام الأمريكية FDA تنبأت بأن إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا لن يستغرق ذلك الوقت بل سيكون اللقاح متوفراً للاستخدام خلال عام أو عامين من الآن، بينما كانت جهات أخرى أكثر تفاؤلاً بتوقعها إمكانية توفر اللقاح بنهاية هذا العام.
لماذا يعتبر تطوير لقاح ضد فيروس كورونا عملية معقدة؟
تُعد عملية تطوير لقاح من أصعب ما يكون فالعملية ليست تجربة معملية بحتة وإنما يلزم تجربة هذا اللقاح على الحيوانات أولاً ومن ثم على الإنسان لمعرفة مدى فعاليته، ولك أن تتخيل المعضلة الأخلاقية التي تنشأ هُنا؛ حيثُ يلزم لتجربة فعالية لقاح ما تجربته على مجموعة من البشر ثم تعرضهم عمداً للإصابة بفيروس كورونا ثم الانتظار لمراقبة النتائج ومقارنة تلك المجموعة التي تلقت اللقاح بأخرى لم تتلقه، وبعد التأكد من قدرة هذا اللقاح على حماية الأفراد وخلوه من الأعراض الجانبية الخطيرة تأتي خطوة أخرى لا تقل صعوبة عن الخطوة السابقة ألا وهي خطوة التصنيع.
عملية تصنيع اللقاح بكميات هائلة تكفي لتغطية جميع دول العالم وتعبئته بشكل يسمح باستخدامه بسهولة تحتاج لموارد هائلة والعديد من المعدات التي تُصنع خصيصاً كل مرة يتم فيها تصنيع لقاح جديد. وباعتبار كورونا جائحة عالمية فلا سبيل للفكاك منها إلا إذا تم إنتاج اللقاح بكميات هائلة تكفي جميع دول العالم، فتلقي اللقاح بدولة معينة دون الأخرى يضعنا بخطر انتشار المرض مرة أخرى كأن شيئاً لم يكن. لذلك عزيز القارئ لا تتعجب بعد الآن من تأخر إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا.
لعلك تتسائل الآن لماذا يتم تشتيت الجهد والانتباه بالعمل على مائة لقاح مختلف ضد فيروس كورونا وإنه ربما من الأفضل من وجهة نظرك لو اتحدت كل تلك الجهود والجهات لإنتاج لقاح واحد.
حسناً هناك سبب منطقي لاستمرار تطوير مائة لقاح مختلف لفيروس كورونا حول العالم، حيث يعمل كل لقاح بشكل مختلف عن الآخر، ونحن بأمس الحاجة لتلك الاختلافات، فكما هو معروف فلكل لقاح مميزات وعيوب وأعراض جانبية تختلف شدتها من نوعٍ لآخر، كما أن بعض الأنواع ربما تواجه صعوبات تقنية في التصنيع وغيرها من المشاكل، لذلك فإن تعدد وتشعب الجهود الموجهة نحو تطوير لقاح فعال ضد فيروس كورونا تُعتبر ميزة لا عيباً.
هل سنودع كورونا بعد تطوير اللقاح المناسب؟
يتسائل الكثير عن مستقبل أزمة كورونا، هل ستنتهي تلك الأزمة تماماً بتطوير لقاح ضد الفيروس، أم سيطرأ على الفيروس تغيرات بيولوجية تُكسبه صفات جديدة كل عام مما سيضطرنا لتطوير لقاح جديد سنوياً كما هو الحال مع الأنفلونزا!
في الحقيقة حتى الآن لا توجد إجابة واضحة لهذا السؤال، لكن جميع الاحتمالات واردة.
كيف أتعامل مع أزمة كورونا؟
لا يمكن لكائن ما كان التشكيك بأن تلك الجائحة قد أثرت بالسلب على حياتنا اليومية وصحتنا النفسية والعقلية، لذلك ينبغي التعامل مع تلك الأزمة بشكل صحي ومتوازن حتى نتجنب الإصابة بفيروس كورونا والحفاظ على صحتنا النفسية في الوقت ذاته.
لا داع للذعر فمعظم المصابين بفيروس كورونا المستجد تظهر عليهم أعراض خفيفة أو متوسطة تشبه الإصابة بالبرد المعتاد؛ كارتفاع درجة الحرارة والسعال وآلام بالجسم وصداع وفي بعض الأحيان فقدان لحاسة الشم والتذوق، لذلك إذا لاحظت أحد تلك الأعراض فلا داع للذعر ويمكنك عزل نفسك بالمنزل حتى زوال تلك الأعراض من تلقاء نفسها، لكن إذا لاحظت ظهور أعراض شديدة كصعوبة في التنفس أو ألم وضيق بالصدر فيجب عليك الاتصال بالجهات المختصة على الفور فذلك يعني حاجتك لتلقي الرعاية بالمستشفى.