هل فكرت يوماً أن الزومبي ربما يكون حقيقة وأن هناك بالواقع من نطلق عليهم اسم “الموتى الأحياء” ربما فكرتك بها القليل من الصحة لكنها ليست كما تظهر على شاشات التلفاز في الأفلام والمسلسلات كمسلسل The Walking Dead الشهير.
يوجد بالطب النفسي اضطراب نادر يدعى وهم كوتارد أو متلازمة الجثة المتحركة Walking Corpse Syndrome يتوهم المصاب بهذا الاضطراب أنه ميت، متعفن، أو غير موجود بالمرة، يعتقد انه فقد دماءه أو أعضاءه الداخلية، وربما على العكس يتوهم الخلود!
أعراض متلازمة الجثة المتحركة
أهم أعراض متلازمة وهم كوتارد أو الجثة المتحركة هي العدمية، حيث يسيطر على الفرد اعتقاد أن كل شيء ليس ذو قيمة بل لا شيء حقيقي من الأساس.
يشعر المرضى بأنهم ميتون وربما لم يولدوا قط، أو أن أعضائهم الداخلية تموت أو أن أرواحهم تفارقهم، أو أنهم فقدوا أحد أطرافهم. في حين أن لا شيء من هذا صحيح. كما تم تسجيل أعراض أخرى تظهر على المرضى منها: الاكتئاب، القلق، الهلوسة، الشعور بالذنب المفرط.
العرض الرئيسي لاضطراب كوتارد: هو الإنكار، إنكار الوجود بحد ذاته، ينكر المريض كونه يحيا، ينكر وجود أعضاء بداخل جسده، ينكر حاجته للطعام والشراب، حالة بائسة من الإنكار.
تبدأ أولى مراحل المرض كاكتئاب ذهاني ووساوس غير حقيقة، ثم تأتي المرحلة الثانية والتي يخيم الانكار فيها على كل شيء، لنصل للمرحلة الثالثة والشرسة من الاضطراب، فيصاب المريض بأوهام شديدة واكتئاب مزمن وإهمال الذات والحياة والواقع حتى الانفصال عنه “حرفيا”.
الأشخاص المصابون بمتلازمة الجثة المتحركة “وهم كوتارد” عادةً ما يصبحون منعزلين عن الآخرين ويميلون إلى إهمال نظافتهم الشخصية وسلامتهم. مما يؤدي إلى تشوه صورة العالم في أذهانهم بشكل ملحوظ.

نبذة تاريخية عن وهم كوتار
أول من اُكتِشِف اصابته باضطراب وهم كوتارد كانت السيدة “إكس” وقد أطلق عليها هذا الاسم الطبيب “جول كوتار” أول من اكتشف المتلازمة، وكان يدعو هذا الاضطراب بهذيان الإنكار كانت السيدة تؤمن أنها لا تحتاج للطعام والشراب، وأنها فقدت أعضاءها الداخلية ومن ثم توفت جراء الجوع الشديد.
أسباب تلك الحالة
لا يوجد نتائج واضحة عن سبب وهم كوتارد أو متلازمة الجثة المتحركة لكن قد ترافق المرض مع وجود آفات جبهية وصدغية في النصف الأيمن من المخ فينتج عن ذلك تشوة في المناطق الخاصة بتمييز الوجوة ومناطق معالجة الشعور فلا يتعرف المريض على أي من الوجوة التي يراها بما فيها وجهه، ويفقد الاتصال بالواقع.
ويصبح هذا الاضطراب شائعاً بين مرضى الفصام، واضطراب ثنائي القطب، وبعض الحالات الشديدة من الاكتئاب، وربما بعد الصدمات النفسية وحوادث السير.
أما عن الأمراض العصبية التي تزيد من احتمالية حدوث هذا المرض فهي: سرطان المخ، الخرف، الصرع، التصلب المتعدد، السكتة الدماغية، التهابات الدماغ.

كيفية التشخيص
يتم التشخيص تبعا للأعراض وتاريخ المرض ومن ثم بعض الفحوصات مثل: التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي وتخطيط الدماغ الكهربي وتحليل الدم.
العلاج
يتم عادة التركيز على علاج الأعراض والأمراض التي تصاحب هذا الاضطراب. فعلاج الاضطراب نفسه مازال مجهولاً أما عن علاج الأعراض فقد يشمل هذا على: مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والعلاج بالصدمة الكهربية بالتزامن مع العلاج النفسي والعلاج السلوكي.
للأسف سُجلت حالات وفاة كثيرة للمصابين بهذا الاضطراب جراء تجويع أنفسهم ظنا منهم أنهم ماتو بالفعل وليسو بحاجة لمزيد من الطعام والشراب.
وقد سُجلت حالة معاصرة لمريض تعرض لحادث دراجة نارية كان يعتقد أنه مات جراء فقد دمائه بعد الحادث وبعد خروجه من المشفى ذهب مع والدته إلى جنوب إفريقيا وهو على قناعة تامة أنه ميت الآن وكان تفسيره لارتفاع درجة حرارة الجو في إفريقيا أنه تم أخذه الى جهنم وأن روح أمه معه تساعده في رحلة الموت هذه، بينما جسدها ينام الآن في أسكتلادنا!
المصادر:
- Pearn J, Gardner-Thorpe C. Jules Cotard
- Mahgoub NA, Hossain A. Cotard’s syndrome and electroconvulsive therapy.
- Sanchez F, Gaw A. Mental Healthcare of FilipinoAmericans. Psychiatr Serv.
مقال ذو صلة: الحقيقة وراء التنويم المغناطيسي