مرض السرطان يعتبر من أكثر الأسباب التي تؤدي إلي الوفاة في السنوات الأخيرة، ذلك بالإضافة لأمراض القلب والأوعية الدموية . وهذا عكس ما كان منتشر من قبل فقد كانت الأمراض المعدية هي السبب الأكبر للوفاة . يرجع انتشار السرطان بأنواعه في السنوات الأخيرة لنمط الحياة المتقدم الذي تنتشر به المسرطنات في كل ما حولنا من هواء وماء وطعام.

هذه المسرطنات تؤثر علي خلايانا بشكل ما أو بآخر بحيث تُسبب تشوهات معينة في الحمض النووي الموجود بالخلايا مُسببة خلل في عملية انقسام وتضاعف الخلايا فتنقسم الخلايا بشكل مبالغ فيه بدون تحكم مُسببة الورم السرطاني الذي ينتشر ويتمدد ضاغطاً علي ما حوله من أعضاء مؤثراً بالسلب علي وظيفتها ، وربما يتوغل هذا الورم فيقوم بغزو الأعضاء المجاورة لمكان نشأته أو حتي ينتقل عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي لأماكن أخرى بالجسم بعيداً عن موضع نشأته.
السرطان ومعدلات الشفاء والنجاة
بالرغم من وجود حلول تحاول السيطرة علي مرض السرطان كالتدخل الجراحي والعلاج الكيميائي والإشعاعي إلا أن هذه الحلول لا تضمن القضاء علي السرطان نهائياً ومن الممكن عودته مرة أخرى. انطلاقاً من عدم وجود علاج جذري للسرطان حتى الآن فقد قام العلماء أثناء دراستهم لهذا المرض بتقسيمه لدرجات تُعبر عن درجة خطورته .
من هذه المقاييس التي تستخدم للتعبير عن ذلك هو معدل النجاة علي مدار خمس سنوات منذ بداية التشخيص (Five-year survival rate) وأيضاً معدل النجاة النسبي (Five-year relative survival rate) ويعتبر المقياس الثاني أكثر دقة من الأول حيث يتم مقارنة نسب حدوث الوفاة بسبب السرطان خلال خمس سنوات من التشخيص بنسب حدوث الوفاة في نفس السن في غير المصابين بالمرض. علي هذا الأساس فإن هناك 7 أنواع من السرطان هي الأقل خطورة لوجود أعلى نسب نجاة بها سنناقشها في هذا المقال.
1. سرطان الثدي
يتميز سرطان الثدي في مراحله الأولى بنسبة مرتفعة جداً للنجاة تصل إلى 100% مقارنة بغير المصابين بالمرض . يكون ذلك عند اكتشاف خلايا غير طبيعية بنسيج الثدي قبل تحولها لكتلة سرطانية أو اكتشاف الكتلة في مراحلها المبكرة بحجم أقل من 2 سم . في هذه الحالة فإن معدل النجاة علي مدار 5 سنوات يترواح ما بين 99% إلي 100% . بكلمات أخرى فإن سرطان الثدي يكون قابل للشفاء تماماً في مراحله الأولى وهنا تكمن أهمية الفحص الدوري للثدي للكشف عن وجود أي ورم في مراحله الأولى.

2. سرطان البروستاتا
يتميز هذا النوع من الأورام ببطء نموه وفي بعض الحالات لا ينمو علي الإطلاق مما يقلل من الخطر الذي قد يسببه. لذلك فإن نسب النجاة علي مدار خمس سنوات في سرطان البروستاتا تصل إلى 99%.
3. سرطان الخصية
تكون نسبة النجاة مرتفة جداً تصل إلى 99% في الحالات التي يكون الورم فيها متمركزاً في الخصية ولم ينتشر لأماكن أخرى ، ويقل ليصل إلى 96% في حال انتقال الخلايا السرطانية لأماكن مجاورة للخصية كالعقد الليمفاوية . في هذه المراحل الأولى يكون العلاج هو استئصال إحدى الخصيتين أو كلاهما وهذا العلاج يكون فعالاً إذا لم يتنشر الورم لأعضاء أخرى.

4. سرطان الغدة الدرقية
تُعد الغدة الدرقية من أهم الغدد في جسم الإنسان وهي مسئولة عن إفراز هرمونات تتحكم في معظم الأنشطة الحيوية بالجسم . يوجد العديد من أنواع السرطان بالغدة الدرقية لكن أغلبها ينمو ببطء مما يتيح الفرصة لاكتشاف تلك الأورام في المراحل المبكرة . عند اكتشاف الورم في المرحلة الأولى أو الثانية له فإن نسبة النجاة علي مدار خمس سنوات تتراوح ما بين 98% ل 100% . يعتبر استئصال الغدة الدرقية حلاً فعالاً في علاج الأورام بها ثم يتبع ذلك الاستئصال إعطاء علاج هرموني بديل لهرمونات الغدة للحفاظ علي توازن الجسم.

5. سرطان الخلايا الصبغية في الجلد “الميلانوما”
باعتبار هذا النوع من السرطان يظهر علي سطح الجلد بوضوع فإن سهولة ملاحظته تجعل اكتشافه في مراحله الأولى سهلاً وهذا ما يُعطي فرصاً أكبر للنجاة ، حيث تتراوح فرص النجاة علي مدار خمس سنوات من 92 إلى97%.

6. سرطان عنق الرحم
منذ عدة سنوات كان سرطان عنق الرحم من أشهر الأسباب التي تؤدي إلي الوفاة في النساء ، لكن بعد انتشار الفحص الدوري للكشف المبكر عن هذا المرض انخفضت نسب الوفاة وارتفعت نسب النجاة حتى تصل إلى 93% في المراحل المبكرة قبل الانتشار. حتى في المراحل الأكثر تطوراً يمكن السيطرة علي المرض باعتباره من الأورام التي تنمو ببطء.

7. سرطان الغدد الليمفاوية “لمفوما هودجكن”
هو نوع من أنواع سرطان الغدد الليمفاوية يستجيب بشكل جيد جداً للعلاج الإشعاعي مما يجعل فرص النجاة علي مدار خمس سنوات مرتفعة جداً مقارنة بغيره من أنواع سرطانات الغدد الليمفاوية أو السرطانات عموماً ، تصل نسبة النجاة علي مدار خمس سنوات في هذا النوع من السرطان في المرحلة الأولى والثانية للمرض إلي 90%. (اقرأ أيضاً: دور الرياضة الفعال في سرطان الدم)
احرص علي الكشف الدوري للاطمئنان علي صحتك، خاصة عند وجود شكوى وأعراض مبهمة فقد يكون هذا نذير خطر يشير إلى نمو غير طبيعي للخلايا في مراحله الأولى مما يجعل العلاج أكثر سهولة.