الغدد الصماء

مرض السكر: الأسباب، الأنواع، الأعراض، والمضاعفات!

مرض السكر يعتبر خطأ أو قصور في أحد العمليات الحيوية الأساسية التي يقوم بها الجسم وهي عملية تخزين الجلوكوز و استهلاكه من قبل الخلايا للحصول علي الطاقة اللازمة لإتمام العمليات الحيوية، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أسباب مرض السكر وأنواعه بالإضافة إلى الأعراض والمضاعفات.

مرض السكر: الأسباب، الأنواع، الأعراض، والمضاعفات!
مرض السكر: الأسباب، الأنواع، الأعراض، والمضاعفات!

الجلوكوز بالنسبة للخلايا كالطعام بالنسبة للإنسان حيث تحتاج جميع خلايا الجسم تقريباً للجلوكوز حتي تقوم بدورها، ولكي يستطيع الجلوكوز الدخول للخلية لابد أن يتم ذلك عن طريق هرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس. في مريض السكر هذه العملية لا تتم فلا تستطيع الخلايا الاستفادة بالجلوكوز ويتراكم في الدم ويرتفع مستواه مما يسبب العديد من المشاكل الأخرى.

أسباب مرض السكر وأنواعه

تحدث هذه المشكلة لسببين رئيسيين أولهما أن الجسم لا يُنتج ما يكفي من الإنسولين والسبب الثاني أن خلايا الجسم لا تستجيب للإنسولين المُفرز في الدم. علي أساس السببين السابق ذكرهما فإن مرض السكر يتم تقسيمة لنوعين: النوع الأول أو (DM type1) والنوع الثاني (DM type2) وفيما يلي سنعرض أوجه التشابه والاختلاف بين هذين النوعين.

مرض السكر النوع الأول (DM type 1)

يكون في أغلب الوقت وراثياً يُصيب الأطفال والشباب في سن صغيرة. عند اكتشافه لا يُمكن منعه أو التحكم به إلا من خلال حقن الإنسولين. في هذا النوع يكون الجسم غير قادر علي تكوين وإفراز الإنسولين أو يفرز كمية قليلة جداً منه وذلك نتيجة تدمير الخلايا المنتجه له في البنكرياس.

يحدث ذلك غالباً بسبب مرض مناعة ذاتي حيث تُخطئ خلايا المناعة وتقوم بمهاجمة خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين وتقوم بتدميرها، كما يمكن أن يحدث ذلك نتيجة عدوى فيروسية كالنكاف أو الحصبة الألمانية أو الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا (CMV). ويعد هذا النوع أقل انتشاراً من النوع الثاني.

مرض السكر النوع الثاني (DM type 2)

في هذا النوع المشكلة ليست في خلايا البنكرياس أو إفراز هرمون الإنسولين بل الخلل في عدم استجابة خلايا الجسم للإنسولين المٌفرز في الدم فلا تستطيع الخلايا استهلاك الجلوكوز من الدم فترتفع نسبته مما يزيد من إفراز الإنسولين مرة أخرى.

يؤدي تراكم كل من الجلوكوز والإنسولين في الدم لتعرض الخلايا للإنسولين بكميات كبيرة مما يتسبب في فقد حساسيتها واستجابتها للإنسولين تماماً، مع استمرار البنكرياس في إفراز الإنسولين بدون توقف ينتهي به المطاف في النهاية لفشل خلاياه وتوقفها عن إفراز الإنسولين.

لتلك الأسباب فإن مرضى السكر من النوع الثاني لا يحتاجون لحقن الإنسولين في بداية المرض حيث يتوافر الهرمون في الدم بوفرة ولكن في المراحل الأخيرة من المرض عند توقف البنكرياس عن العمل يحتاج هؤلاء المرضى لحقن إنسولين. هذا النوع يرتبط أكثر بالسمنة والنظام الغذائي ونمط الحياة أكثر منه ارتباطاً بالوراثة، لذلك غالباً ما يتم تطوره واكتشافه في سن كبيرة.

مرض السكر: الفرق بين النوع الأول والنوع الثاني
مرض السكر: الفرق بين النوع الأول والنوع الثاني

أعراض مرض السكر

من أعراض هذا المرض الشعور بالجوع والعطش الشديدين وكثرة التبول والإحساس الدائم بالضعف والوهن لعدم قدرة خلايا الجسم علي استهلاك الجلوكوز للحصول علي الطاقة. بالرغم من الجوع الشديد الدائم الذي يدفع المريض لتناول كميات كثيرة من الطعام إلا أن مريض السكر خاصة من النوع الأول ما يعاني من فقدان الوزن.

من الأعراض التي يلاحظها المريض أيضاً تكرار الإصابة بالعدوى ويرجع ذلك إلي أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يُعد بيئة خصبة ومناسبة لتكاثر البكتيريا والفطريات.

مضاعفات مرض السكر

مضاعفات هذا المرض غاية في الخطورة فهي تتراوح ما بين غيبوبة السكر لفقد البصر واعتلال الأعصاب وفقدان الإحساس والاستجابة في مناطق معينة مما يؤدي لصعوبة الإحساس بالجروح في الأطراف حال حدوثها وتأخر شفاء تلك الجروح واحتمالية العدوي يمكن أن يؤدي إلي غرغرينا وصولاً لبتر الأطراف.

المضاعفات الخطيرة لمرض السكر تصيب عدة أجزاء في الجسم
المضاعفات الخطيرة لمرض السكر تصيب عدة أجزاء في الجسم

يؤثر مستوى السكر الغير منتظم علي العين أيضاً مسبباً المياه الزرقاء والبيضاء. ارتفاع ضغط الدم يعد أيضاً من مضاعفات مرض السكر مما قد يؤدي لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

ولا تسلم الكليتين والجهاز البولي من تلك المضاعفات فالفشل الكلوي وعدوى الجهاز البولي قد تحدث بسبب السكر المرتفع ف الدم. بالرغم من خطورة تلك المضاعفات إلا أن الحفاظ علي انتظام مستوى السكر في الدم عن طريق الانتظام في البرنامج العلاجي من أدوية ونظام غذائي يقلل جداً من فرص حدوث تلك المضاعفات.

هل النظام الغذائي سبب لمرض السكر ؟

يرتبط النظام الغذائي بشكل كبير بالنوع الثاني من مرض السكر ويُعد من ضمن عوامل الخُطورة التي قد تؤدي لحدوث المرض، فاتباع نظام غذائي ذو سعرات حرارية عالية وألياف قليلة يؤدي للسمنة والتي قد تؤدي بدورها للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بالاشتراك مع بعض العوامل الأخرى.

هل النظام الغذائي سبب لمرض السكر ؟
هل النظام الغذائي سبب لمرض السكر ؟

أمّا النوع الأول فلا يحدث بسبب اتباع نظام غذائي مُعين، ولكن وُجد أن معدل حدوثه يكون أكثر بين الأطفال الذين اعتمدت أمهاتهم علي إطعامهم حليب الأبقار بسن صغيرة بدلاً من الرضاعة الطبيعية، حيث يُرجح أن الرضاعة الطبيعية تقى من أمراض المناعة، لكن تلك المعلومة تحتاج للتأكيد بإجراء المزيد من الأبحاث.

تناول السكريات بكميات كبيرة قد يسبب الإصابة بمرض السكر أو تدهور حالة المصابين به
تناول السكريات بكميات كبيرة قد يسبب الإصابة بمرض السكر أو تدهور حالة المصابين به

أسفرت الأبحاث أيضاً عن وجود علاقة تربط بين مستويات فيتامين د المنخفضة وبين الإصابة بمرض السكر من النوع الأول والثاني ولكن الكيفية المحددة لذلك ليست واضحة أيضاً حتى الآن.

هل يمكن الشفاء من مرض السكر؟

لا يوجد شفاء تام لمرض السكر من النوع الأول لكن يمكن التحكم بمستوى السكر في الدم عن طريق حقن هرمون الإنسولين مدى الحياة للوقاية من مُضاعفات المرض كاعتلال الأعصاب والفشل الكلوي والعمى والغيبوبة وغيرها. أمّا بالنسبة لمرضى النوع الثاني من السكر فيمكن أن يتم التحكم بالمرض للوصول لمراحل شفاء مؤقت عن طريق النظام الغذائي السليم وفقدان الوزن وممارسة الرياضة خصيصاً في المراحل الأولى من المرض.

السابق
البروبيوتك: كيف تعالج نفسك بالبكتريا النافعة؟
التالي
الفانتوسميا: عندما تشم أنفك روائح شبحية غير موجودة!

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.