إن الموسيقى – ولا شك – أحد عناصر البهجة في الحياة ،إلا أنها بدأت تصبح مزعجة بعض الشيء! أمس كنت ذاهبة إلى الامتحان، أحاول بكل جهدي أن أتذكر ما قرأت، لكنها تلك الأغنية اللعينة علقت بذهني وأخذ صدى لحنها بالتردد مرة بعد أخرى، لم أستطع التخلص منها حتى موعد استلام ورقة الإجابة. هل تعلم بم تسمى هذه الظاهرة؟ إنها متلازمة الأغنية الأخيرة ،ويُطلق عليها أحياناً “دودة الأذن الموسيقية” أو “الأغنية اللاصقة”.
ذكرت دراسة أجرتها الدكتور كيلي جاكوبوفسكي من جامعة درهام البريطانية أن 90% من الناس يعانون من تلك الظاهرة مرة واحدة أسبوعياً على الأقل.
ما أسباب ظاهرة دودة الأذن؟
من البديهي أن الاستماع إلى أغنية معينة بشكل متكرر يجعلها تعلق في ذهنك فترة طويلة لكن ماذا إذا علقت بذهنك أغنية لم تسمعها بشكل متكرر، بل ربما لا تتذكر حتى متى سمعتها للمرة الأولى ؟!
ربما يكون السبب هو إثارة البيئة المحيطة لمشاعر صادف أنك اختبرتها عند سماعك الأغنية للمرة الأولى، وحين عاودتك تلك المشاعر تذكرت الأغنية على الفور وبدأت في ترديدها، أو أن تلك الأغنية مرتبطة بشكل ما بحالتك النفسية الحالية وبالتالي فإنها تؤثر بك بعمق!
“الموسيقى تعطيك المجال لتهرب من الحياة من ناحية، وأن تفهم الحياة بشكلٍ أعمق من ناحية أخرى”. – إدوارد سعيد
أحد التفسيرات لظاهرة “دودة الأذن” أنها قد تكون جزء من ظاهرة تعرف باسم ”الذاكرة غير الطوعية” حيث يخطر أحد الأصدقاء على بالك دون أي سبب، تشتهي طبق خاص من الطعام فجأة، والأمر نفسه ينطبق على الأغاني والألحان الموسيقية.
ويحدد النمط اللحني للأغنية ما إذا كانت ستعلق في ذهننا أم لا؛ فبطبيعة الحال الأغاني ذات الألحان المميزة والبنية البسيطة هي ما ستعلق بذهنك. هل تتذكر أغنية الأطفال المعروفة (Twinkle, Twinkle, Little Star) ربما قفز ألى عقلك لحنها الآن! فاللحن مميز جداً، فتارة يرتفع وتارة ينخفض مما يجعل تذكرها سهلاً، الأمر ذاته يتكرر مع الأغاني الشعبية والإعلانات المتلفزة ذات الأصوات والألحان المميزة.
وربما يفسر أيضاً ظاهرة “دودة الأذن” قدرة الإنسان على الحفظ إذا أضاف إيقاعاً أو لحناً بسيطاً إلى الكلمات المراد حفظها؛ فهناك الكثير من المعلومات حتى عن الحروب وتاريخ الحضارات انتقلت إلينا على شكل أغاني ذات ألحان مميزة.
تحدث ظاهرة “دودة الأذن” غالباً في الأوقات التي لا تتطلب مجهود ذهني عنيف؛ كأثناء المشي، الطبخ، وغير ذلك. وقد حدد الباحثون عدة صفات للأغاني التي يمكن أن نطلق عليها لقب “دودة الأذن” كالسرعة وشكل اللحن وتوزيع الكلمات والجمل.
فكما ذكرنا آنفاً فإن الأغاني ذات الإيقاع المتزايد تدريجيا في شدته يتبعه انخفاض من السهل تذكرها ومن ثمّ من السهل التصاقها بعقولنا.
“بدون الموسيقى يبدو لي العالم فارغاً”. – جاين أوستن
هل تعتبر “دودة الأذن” هلوسة؟
يعتبر البعض دودة الأذن كنوع من أنواع الهلوسة الطفيفة التي يتخيل بها الإنسان أنه يسمع طنين أو لحن معين في أذنه دون توقف، وقد تكون أحيانا إشارة إلى اضطراب نفسي ؛كالوسواس القهري مثلاً أو تكون مهربا نفسيا من الضغوط الواقعة عليك أو أنها فقط حالة عارضة لا أثر لها يُذكر.

كيفية التخلص من دودة الأذن؟
- امضغ علكة: فمضغ العلكة يمكنه أن يلهيك عن ترديد الأغنية في ذهنك.
- المجهود الفيزيائي: كالرقص مثلاً؛ فأحياناً التخلص من أمر ما يأتي من الانخراط فيه! اتبع اللحن وقم بالرقص عليه لتتخلص منه.
- الغناء: حاول أن تردد أغنية مختلفة بصوت عالي.
- تحدث مع أحد ما
- اقرأ: فقراءة الكلمات يتداخل مع التكرار المستمر للأغنية ويجبرك على التفكير في معنى الكلمات التي تقرأها أو فقط عندما يخيم السكون استسلم للموسيقى، فكما يقول أفلاطون :
“الموسيقى تعبر عما لا يمكنك قوله ولا تستطيع السكوت عنه”
اول مرة اعرف حقيقة الموضوع ده… هستفيد منه الامتحانات الجايه بقى ? مقال رائع شكرا ??