يعتبر السرطان من ضمن أكثر المسببات للوفاة على اختلاف أنواعه ومن أكثر الأمراض المخيفة التي تقلب حياة المريض والمحيطين به رأساً على عقب، فالكثير من أنواع السرطان يتم اكتشافها بعد فوات الأوان وحينها يكون الخيار الوحيد المطروح هو انتظار الموت وأنواع أخرى تكون نسبة النجاة فيها منخفضة جداً، وحتى إن كانت نسبة النجاة مرتفعة في أنواع أخرى فإن تكاليف رحلة العلاج ليست بالبسيطة.

بالرغم من كون السرطان بتلك الخطورة وبالرغم من عدم وجود سبب وحيد مباشر للإصابة به إلا أن تعدد المسببات يشكل فرصة للوقاية للأصحاء أو حتى من يعانون من تاريخ وراثي للمرض، حيث إن معرفة عوامل الخطورة التي تساعد على الإصابة بالسرطان يفتح أمامنا باباً لتجنبها وبالتالي تجنب المرض نفسه. في هذا المقال سنقدم ثمانية عوامل تزيد من خطر إصابتك بالسرطان فحاول تجنبها.
1- التدخين
لعلك تفكر الآن بالتراجع عن قراءة هذا المقال لظنك أنه لا يقدم معلومات جديدة فمن منا لا يعرف أن التدخين يسبب سرطان الرئة ، ليس فقط لما تنشره مؤسسات التوعية من معلومات عن أضرار التدخين بل إن عبوات السجائر أيضاً تحمل تحذيراً صريحاً منها لكونها تسبب الوفاة.
في حقيقة الأمر هذا التحذير غير مبالغ فيه على الإطلاق فالتدخين لا تكمن خطورته في كونه سبب مباشر لأمراض الرئة وسرطان الرئة فقط بل إنه أيضاً يعد سبب من ضمن الأسباب لكافة أنواع السرطان المعروفة.

يرجع السبب في ذلك لاحتواء السجائر على حوالى 250 مادة ضارة بالجسم منها 56 مادة مسرطنة على الأقل، وكما ذكرنا في مقالات سابقة فالمواد المسرطنة تسبب حدوث خلل للحمض النووي DNA بداخل خلايا الجسم وعندما يزداد هذا الخلل عن حد معين يعجز الجسم عن إصلاحه تكون النتيجة الأخيرة هي حدوث السرطان.
المواد المسرطنة في السجائر لا تسبب خللاً لخلايا الرئتين فقط بل لجميع خلايا الجسم تقريباً، لذلك نجد التدخين من العوامل المسببة لسرطان الرئتين والفم والبلعوم والمرئ و سرطانات الجهاز الهضمي كسرطان المعدة والكبد والبنكرياس وسرطان الثدي وغيرها.
إذا كنت تدخن فاعلم يقيناً انك تخطو بخطوات ثابتة نحو إصابتك بالسرطان، وإن كنت لا تعبأ بما تفعله بجسدك فاعلم أيضاً أن تدخينك المستمر يؤدي بمن حولك لنفس المصير، فاستنشاق المحيطين بك لدخان السجائر أو ما يعرف بالتدخين السلبي ربما يكون أكثر خطورة من التدخين المباشر. يوجد العديد من الطرق التي تساعد علي الإقلاع عن التدخين لكن بالطبع الخطوة الأولى تكمن في اتخاذ القرار.
2- الطعام الغير صحي
هل يمكنك أن تتخيل أن أنواع معينة من الطعام الذي نتناوله ليل نهار تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان؟! الإفراط في تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة كالبرجر والهوتدوج والأطعمة التي تحتوى علي الدقيق الأبيض مع نقص الألياف في الطعام اليومي يساعد على الإصابة بسرطان القولون.

كما أن الأطعمة الحريفة والمالحة باستمرار تساهم في الإصابة بسرطان القولون والمعدة والمرئ. والأطعمة التي تساعد على ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل مفاجئ كالسكريات والبيتزا والمشروبات الغازية وغيرها تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
بالطبع ليس مطلوب منك التوقف عن تناول كل تلك الأطعمة لكن المطلوب هو التقليل من استهلاكها بشكل مستمر والحرص على أن يكون النظام الغذائي لك خالٍ من الدهون الضارة والسكر واللحوم المصنعة قدر الإمكان وغنى بالألياف المتوافرة في الخضروات والفواكه.
3- الوزن الزائد
يعتبر الوزن الزائد من أشهر الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بأنواع متعددة من السرطانات كسرطان الثدي والمبيضين وسرطان البنكرياس وسرطان الحويصلة المرارية والغدة الدرقية وذلك لما تسببه الدهون من اضطرابات للعمليات الحيوية بالجسم واختلال اتزان الهرمونات. عند مقارنة أنواع السمنة فإن أخطر نوع على الإطلاق هي السمنة في منطقة البطن.
4- الجلوس لفترات طويلة
من المؤسف أن نمط الحياة اليومي حالياً يفرض علينا الجلوس لفترات طويلة في العمل وغيره، فانتشار الآلات وزيادة التكنولوجيا ساعدت في جعل الأنشطة اليومية أكثر راحة لكن في الوقت نفسه ساعدت على نقص النشاط البدني الذي نقوم به.
وما توصلت إليه أحدث الأبحاث أن الخمول والجلوس لفترات طويلة دون حركة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي وسرطان بطانة الرحم والرئة، لذلك احرص على التجول من فترة لأخرى وتحريك جسدك وممارسة التمارين بانتظام يومياً لمدة 30 دقيقة على الأقل للوقاية من أنواع كثيرة من السرطان، فمن المعروف أن ممارسة الرياضة تعزز من حالة جهاز المناعة وتقليل الالتهاب بالجسم وإفراز مواد تساعد على حماية الخلايا وتجديدها.
5- الإصابة بفيروس HPV
فيروس HPV من الفيروسات التي تتسبب في العديد من أنواع السرطان كسرطان عنق الرحم والمهبل والقضيب وسرطان الحلق. ينتقل هذا الفيروس عن طريق التلامس من شخص لآخر وينتقل أثناء ممارسة الجنس، لذلك فهو أكثر انتشاراً بين الأشخاص الذين يقومون بعلاقات متعددة مع أكثر من شريك. يمكن الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس عن طريق أخذ اللقاح وأخذ الإجراءات الوقائية عند ممارسة الجنس.

6- الإفراط في تناول الكحوليات
الإفراط في تناول الكحول يساهم في الإصابة بسرطان الفم والحلق والقولون وسرطان الثدي فبالإضافة لأضرار الكحول العامة على الجسم فإنه يساهم في حدوث خلل بالخلايا ويزداد هذه الخلل بشكل كبير إلى 7 أضعاف عند استهلاك الكحول والتدخين حيث يزيد الكحول من امتصاص الجسم للمواد المسرطنة الموجودة بالسجائر ويقلل فرصة إصلاح الخلايا التالفة.
7-التقدم بالعمر
مع التقدم بالعمر يزداد الخلل الحادث في الحمض النووي للخلايا نتيجة كثرة التعرض للمسرطنات المتواجدة في البيئة كالإشعاع والمواد الكيميائية. بالطبع لا يمكن تفادي التقدم بالعمر لكن معرفة هذه المعلومة تجعل لزاماً عليك زيارة الطبيب بشكل دوري للاطمئنان على صحتك وإجراء الفحوصات اللازمة عند التقدم بالعمر لاكتشاف أي نوع من أنواع السرطان فور حدوثه.
8- العامل الوراثي
يوجد بعض أنواع السرطان تنتقل وراثياً نتيجة انتقال الحمض النووي الحامل للخلل الجيني من الآباء للأبناء مما يجعلهم معرضين للإصابة بنفس نوع السرطان المنتشر في عائلاتهم. معرفتك بالتاريخ المرضي لعائلتك يساعدك على اتخاذ اجرائات وقائية عديدة لتجنب الإصابة بالسرطان.
هل أصبت بمرض السرطان؟
إذا أصبت بمرض السرطان أياً كان نوعه والعوامل التي تقف ورائه، فلا يجب عليك أن تفقد الأمل فالسرطان كغيره من الأمراض يمكن علاجه والشفاء منه تماماً خاصة إذا تم اكتشافه في المراحل الأولى وتم العلاج بالطريقة الصحيحة. وفي هذا المقال بعض الإرشادات التي سوف تساعدك خلال رحلة العلاج: 10 نصائح لمواجهة مرض السرطان عند الإصابة به!
مقال ذو صلة: جائزة نوبل 2018 في الطب: علاج السرطان عبر المناعة!
** المصدر: Prevention