الشعر ليس مجرد مجموعة من الخلايا البيولوجية المجردة بل إن له أهمية نفسية ودلالات عديدة فعلى سبيل المثال يعرف الشعر في العديد من الثقافات بتاج المرأة ومن أهم العناصر التي تزيدها جاذبية وجمالاً، كما أن الشعر الطويل والصحي لدى النساء يعتبر دلالة على الشباب والصحة. وأهمية الشعر ليست حكراً على النساء فقط فعلى مر العصور كان للشعر الجميل والطويل دلالات مهمة بالنسبة للرجال فمن اليونان وروما إلى أوروبا في العصور الوسطى كان الشعر الجميل والطويل يدل على الثروة والقوة بينما يقتصر الشعر المحلوق على العبيد. كما أن قص الشعر كان وما زال يعد طريق من طرق العقاب في السجون وغيرها. لم تتوقف أهمية الشعر والاعتناء به على العصور الوسطى بل إن جمال الشعر والعناية والاهتمام به يشغل الجميع من نساء ورجال في جميع الطبقات الاجتماعية وكل البلدان على مستوى العالم تقريباً، لذلك أكتب هذا المقال.
ما المقصود بتساقط الشعر؟
يمر الشعر في دورة حياته بثلاث مراحل مختلفة بدءًا بمرحلة النشاط انتهاءًا بالسقوط، لذلك فإن سقوط الشعر أمر طبيعي جداً إذا كان ضمن المعدل الطبيعي والذي يقدر بخمسين إلى مئة شعرة يومياً. حيث إنه من الصعب إحصاء عدد الشعرات التي تسقط كل يوم فإن تساقط الشعر يعتبر مشكلة تستدعي القلق عندما تبدأ بملاحظة كميات كبيرة من الشعر في الفرشاة بعد التمشيط أو في حوض الاستحمام أو على الملابس أو الفراش، في تلك الحالات أنت تعاني من مشكلة تساقط الشعر ويجب عليك استشارة طبيب مختص لتحديد سبب تساقط الشعر وإعطاء النصائح والعلاج المناسب.
أسباب تساقط الشعر
لتساقط الشعر العديد من الأسباب والتي يتم تصنيف التساقط على أساسها ومنها:
1. تساقط الشعر الوراثي أو الصلع الوراثي (Androgeneitic Alopecia): يصيب هذا النوع من تساقط الشعر كلا الجنسين ويعد أكثر أنواع تساقط الشعر انتشاراً وينتقل عن طريق الجينات الوراثية لذلك غالباً ما تجد أغلب أفراد العائلة يعانون منه، للأسف فإن هذا النوع من تساقط الشعر غير قابل للعلاج بشكل نهائي لكن يمكن التحكم بشدته عن طريق العلاج الدوائي أو علاج الصلع بعمليات زراعة الشعر.
2. التغيرات الهرمونية: يمكن أن تسبب تغير الهرمونات تساقط الشعر مثل الاضطراب الهرموني المصاحب للحمل والولادة وسن اليأس وفي حالة التوقف عن استخدام أقراص منع الحمل.
3-بعض الأمراض: بما إن الشعر جزء لا يتجزأ من الجسم فإن العديد من الأمراض العامة تؤثر سلباً على الشعر وتسبب تساقطه مثل: الأنيميا(فقر الدم)، اختلال وظيفة الغدة الدرقية، بعض الأمراض المناعية مثل الثعلبة وبعض الأمراض المعدية التي تؤثر على فروة الرأس مثل القوباء الحلقية(Ring worm)، بعض الأمراض البسيطة مثل قشرة الشعر يمكن أن تتسبب في تساقط الشعر أيضاً بالإضافة لأي مرض يمكن أن يتسبب في ترك ندبة في فروة الرأس كمرض الذئبة يمكن أن تتسبب في فقدان دائم لشعر الرأس في المنطقة المصابة.
4. بعض الأدوية: هناك بعض الأدوية التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض والتي تسبب تساقط الشعر كعرض جانبي لها مثل العلاج الكيميائي للسرطان وبعض أدوية علاج الاكتئاب وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والتهاب المفاصل، لذلك إن لاحظت تساقط شعرك بشكل أكثر من المعتاد ربما يجدر بك مراجعة الأعراض الجانبية للأدوية التي تتناولها.
5. التعرض لصدمة نفسية أو جسدية: التعرض لأزمة أو صدمة نفسية مثل وفاة أحد المقربين أو خسارة وظيفة من شأنه أن يتسبب في تساقط الشعر، كما أن التغيرات المفاجأة الكبرى التي تحدث للجسم من الممكن أن تتسبب في تساقط الشعر مثل الخضوع لعملية جراحية أو خسارة الوزن بشكل مفاجئ.
6. نقص العناصر الغذائية المهمة: يحتاج الشعر لكمية معينة من المواد الغذائية باستمرار وعند نقص تلك العناصر المغذية فإن الشعر يميل للسقوط من تلك العناصر الهامة: الحديد والزنك و فيتامين د و البروتينات وغيرها من الفيتامينات والمعادن.
7. الضغط العصبي: الضغط العصبي والتوتر والاكتئاب من أهم الأسباب التي تؤدي لتساقط الشعر.
8. تساقط الشعر الناتج عن الشد: تعرض خصلات الشعر للشد المستمر سواء كان ذلك في حالات نفسية مرضية كما في المصابين بهوس نتف الشعر أو نتيجة ربط الشعر بطرق معينة بحيث تسبب شد بصيلات الشعر أو بسبب استخدام وصلات الشعر باستمرار من الأسباب التي تؤدي لتساقط الشعر وخصوصاً الشعر في مقدمة الرأس.
الخيارات المتاحة لعلاج تساقط الشعر
يحدد الطبيب المختص الخيار المناسب لعلاج تساقط الشعر تبعاً لسبب التساقط كما يلي:
- في حالات الصلع الوراثي (Androgenetic Alopecia) كما ذكرنا من قبل فإن هذا النوع من التساقط يستمر بشكل دائم مدى الحياة لذلك فهو يحتاج إلى العلاج المستمر للسيطرة عليه. يعد (المينوكسيديل) -والذي يستخدم كعلاج موضعي على فروة الرأس- الخيار الأول للسيطرة على تساقط الشعر الوراثي للرجال والسيدات حيث يُنصح باستخدامه بتركز5% للرجال وبتركيز 2% للسيدات ومؤخراً تم السماح باستخدام تركيز 5% للسيدات أيضاً. بالإضافة للمينوكسيديل فيمكن استخدام أقراص (finasteride (Propecia للرجال فقط. كان هذا هو العلاج الدوائي لتساقط الشعر الوراثي أمّا الخيار الآخر للعلاج فهو عمليات زراعة الشعر.
- في أغلب الحالات يكون تساقط الشعر مؤقتاً نتيجة المرور بضغط نفسي أو الإصابة بمرض عضوي مؤقت أو أثناء تغيير فصول السنة وفي هذه الحالة يعود الشعر لطبيعته بعد فترة دون الحاجة لأي تدخل طبي.
- في حالات التساقط الناجمة عن نقص في الفيتامينات والمعادن فإن الطبيب يصف المكملات الغذائية المخصصة للشعر والتي تحتوي على العناصر اللازمة لنمو الشعر.
- في حالة تساقط الشعر بسبب مرض الثعلبة فإن أدوية الكورتيزون أو Corticosteroids.
- إذا كان تساقط الشعر بسبب فقر الدم فإن علاج فقر الدم وحده يكون كافياً لوقف تساقط الشعر.
الوقاية من تساقط الشعر
للوقاية من تساقط الشعر يجب اتباع النصائح الآتية:
- تناول غذاء صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن خاصة الحديد والزنك والبروتينات.
- الابتعاد عن كل ما يتسبب في شد الشعر من وصلات الشعر أو ربط الشعر مع شده.
- الابتعاد عن لف الشعر وحكه بشده أثناء تجفيفه.
- الابتعاد عن أدوات تصفيف الشعر التي تستخدم الحرارة لفرد أو تجعيد الشعر بمختلف أنواعها.
- عدم استخدام صبغات ومبيضات الشعر.
- استخدام شامبو طبي أو شامبو أطفال.
ختاماً
عملية نمو الشعر تستغرق وقت طويل لذلك فسقوط الشعر غالباً ما يكون بسبب تراكم العديد من العوامل لفترات طويلة كما يتطلب وقف هذا التساقط واستعادة نمو الشعر مرة أخرى فترات طويلة من ثلاث إلى ستة أشهر. يمكن وقف وعلاج تساقط الشعر بسهولة في معظم الحالات لكن الأمر مختلف بالنسبة لتساقط الشعر الوراثي والذي ينتهي غالباً بالصلع خاصة لدى الرجال ويتسبب في ظهور فراغات بفروة الرأس لدى النساء لذلك قد يكون الحل الأخير هو عمليات زراعة الشعر.