العلاج بالحجامة هو شكل من أشكال الطب البديل وتقنية قديمة للشفاء حيث يتم بها تطبيق الكؤوس على نقاط الجلد المختارة وخلق قوة ضغط إما عن طريق الحرارة أو عن طريق “قوة الشفط” وتعتبر بردية إبير (1550 قبل الميلاد) من مصر القديمة واحدة من أقدم النصوص الطبية التي تذكر العلاج بالحجامة.
العلاج بالحجامة هو جزء من أنظمة الشفاء القديمة في الحضارة الصينية والكورية وحضارة التبت والحضارة الفرعونية. وقد قام الطبيب اليوناني القديم أبقراط بتجميع أوصاف واسعة لتطبيق الحجامة، ووصف نوعين مختلفين من الكؤوس: واحد مع فتحة ضيقة ومقبض طويل والآخر مع فتحة أوسع. ويتم استخدام النوع الأول لعلاج التراكم العميق للسوائل، بينما يستخدم النوع الثاني لعلاج الآلام.
كان العلاج بالحجامة علاجًا تاريخيًا شائعًا في الدول العربية والإسلامية، وقد أوصى بعض الأطباء العرب المسلمين مثل ابن سينا وأبو بكر الرازي والزهراوي باستخدام الحجامة و امتدت ممارسة العلاج بالحجامة إلى إيطاليا، ثم فيما بعد انتقلت إلى بقية أنحاء أوروبا بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر، و خلال عصر النهضة كانت الحجامة علاجًا شائعًا جدًا لمرض النقرس والتهاب المفاصل وخاصةً في إيطاليا.
آلية عمل الحجامة
آلية عمل العلاج بالحجامة ليست واضحة حتى الآن. ولكن آليات العمل الرئيسية المقترحة هي تأثيرات الضغط الناتج عن الشفط أو الحرارة لتعزيز الدورة الدموية الطرفية.
اقترحت نظرية أن آلية عمل الحجامة هي نفسها آلية عمل الوخز بالإبر وتقترح النظرية أن تحفيز الجلد يمكن أن يتحول إلى إشارات بيولوجية تقوم بتفعيل نظام المناعة العصبية.
واقترحت نظرية أخرى وهي النظرية الوراثية أن الإجهاد الميكانيكي للجلد (بسبب الضغط) وتمثيل الغذاء اللاهوائي في الجلد نتيجة الحرمان من الأكسجين أثناء شفط الحجامة يمكن أن ينتج إشارات فسيولوجية وميكانيكية يمكن أن تنشط أو تثبط تعبير الجينات. باختصار، لا توجد آلية محددة واضحة للعمل في العلاج بالحجامة.
أنواع الحجامة:
تصنف الحجامة بشكل عام إلى ست فئات:
- الفئة الأولى: تشمل التجفيف ، الترطيب ، التدليك ، وحجامة الفلاش.
- الفئة الثانية: هي “قوة الشفط” ، التي تشمل الحجامة الخفيفة والمتوسطة.
- الفئة الثالثة: هي “طريقة الشفط” ، والتي تشمل النار ، والفراغ اليدوي.
- الفئة الرابعة: هي “المواد داخل الكؤوس” ، والتي تشمل الأعشاب والمياه والإبر والحجامة المغناطيسية.
- الفئة الخامسة: هي التي تشمل الحجامة في الوجه والبطن والعظام.
- الفئة السادسة: هي أنواع الحجامة الأخرى والتي تشمل ممارسة بعض الرياضات، والحجامة المائية.
مواضع استخدام الحجامة
يتم استخدام العلاج بالحجامة لأغراض تعزيز الصحة والوقاية والعلاج. ويتم استخدامها في علاج آلام أسفل الظهر والصداع وآلام الكتف والصداع النصفي وآلام الركبة ، وشلل الوجه ، ومتلازمة النفق الرسغي العضدي وارتفاع ضغط الدم ، والتهاب المفاصل ، والربو. والظهر هو الموقع الأكثر شيوعاً للعلاج بالحجامة، يليه الصدر والبطن والأرداف والساقين والمناطق الأخرى، مثل الوجه.
موانع استخدام الحجامة:
بشكل عام يمنع استخدام الحجامة بشكل مباشر على الأوردة أو الشرايين أو الأعصاب أو أماكن التهاب الجلد أو أي آفة جلدية أو فتحات الجسم أو العيون أو العقد الليمفاوية أو الدوالي. كما يمنع استخدام الحجامة على الجروح المفتوحة وكسور العظام ومواقع تخثر الأوردة العميقة.
كما يمنع استخدامه تماماً من قبل المرضى الذين يستخدمون جهاز تنظيم ضربات القلب والذين يعانون من مرض الهيموفيليا أو أية ظروف مماثلة، وكذلك حالات العدوى، والأمراض المزمنة (مثل أمراض القلب)، وفي الحمل، النفاس، الحيض، والإصابة بفقر الدم.
الآثار السلبية للحجامة
العلاج بالحجامة آمن نسبياً. ونادرا ما يتم الإبلاغ عن آثار سلبية للعلاج بالحجامة لكنها ليست نادرة. الأمر أن معظمها خفيفة أو معتدلة في شدتها وأكثر ما يرتبط بالمعالجة بالحجامة هو تشكيل ندبات تليها حروق.
هناك حالات أخرى عانت من الصداع، الحكة، الدوخة، التعب، توتر العضلات، فقر الدم، الغثيان، تكوين الفقاعات، تكون تجمع دموي صغير أو ألم مزمن في موقع الحجامة، تكوين خراج، فرط التصبغ.
ما الذي تشعر به عندما تستخدم العلاج بالحجامة؟
على عكس الانطباع الشائع لا تسبب قو الضغط الناتجة من شفط الكؤوس أو الحرارة أية آلام. بل في الواقع، يوصف معظم الناس هذا الإحساس أنه لطيف للغاية.
فوائد استخدام الحجامة
- الاسترخاء: توفر الكؤوس ضغطًا سلبيًا على الجلد والعضلات. فيمكن أن تكون تجربة العلاج بالحجامة تجربة مريحة ومهدئة للغاية
- الشعور بالارتياح من التوترات الجسدية والعاطفية
هل يترك العلاج بالحجامة بقعاً داكنة على الجلد؟
لا بد أن يشرح لك المعالج الجيد التأثير المحتمل للحجامة على الجلد قبل العلاج للحصول على موافقتك. فمن المحتمل أنه قد يترك احمراراً ناتجاً عن الاتصال مع الجلد مباشرة تحت الكأس، ويعتمد لونه على صحة النسيج الأساسي، فالأنسجة السليمة لا تترك دائرة داكنة.
والأسلوب الأفضل هو تحريك الكأس ببطئ على الأنسجة اللينة كما في التدليك، بدلاً من تركها في بقعة واحدة وهذه الطريقة أقل احتمالاً من أن تترك بقعة داكنة على الجلد.
هل يمكن أن تقلل الحجامة من الضغوط النفسية؟
قد تكون الحجامة مفيدة في علاج المشاكل البدنية الأكثر إجهادًا. ولكن – كما نعلم جميعاً – فإن الأعراض الجسدية ليست سوى جزء من القصة الكاملة لهذا السبب تعمل الحجامة بشكل أفضل عندما تقترن بالوخز بالإبر لعلاج الجانب النفسي من الإجهاد، كما يقول أحد المعالجين: “إن الوخز بالإبر يطلق الإندورفين ، وقد يكون أكثر قدرة على المساعدة في السيطرة على السبب الجذري للإجهاد النفسي والقلق بطريقة أكثر شمولية. ولهذا السبب تعمل مجموعة الحجامة والوخز بالإبر في تآزر فعال لإدارة التوتر”
هل أجرب العلاج بالحجامة أم لا؟
الحجامة لا تمثل بديلاً عن الذهاب لطبيب مختص وتناول الأدوية المخصصة لحالتك. ربما تكون الحجامة مفيدة كعلاج مساعد في بعض الحالات المرضية ويمكن اللجوء إليها بعد موافقة طبيبك على أن تُجرى بواسطة أشخاص محترفون وفي مراكز معتمدة تراعي شروط مكافحة العدوى.
يجب أن نأخذ في الاعتبار أن تلك الكؤوس ستترك بالتأكيد كدمات كبيرة على بشرتك ويمكن أن تدوم في أي مكان من بضعة أيام إلى أسبوعين. ولا تحاول تجربتها إذا كنت من الأشخاص ذوي البشرة الحساسة. (تجدر الإشارة إلى أن لون العلامة يختلف من شخص لآخر، ولا يدل هذا على مدى كفاءة عمل الحجامة)
تؤكد الدراسات الأولية على فوائد العلاج بالحجامة على الرغم من أن العقبة الرئيسية في الأبحاث المكثفة هي أنه من الصعب إجراء تجارب عمياء (مزدوجة التعمية Double Blind Experiment) على الحجامة.
هناك بعض التجارب التي توضح كيف يمكن للحجامة أن تقدم حلاً جيداً للحالات المرضية المرتبطة بالألم المزمن، مثل آلام الظهر والرقبة بعد استبعاد الأسباب العضوية من قبل طبيب مختص وبعد إجراء الفحوصات اللازمة.