“متلازمة تكيس المبايض” يعتبر هذا الاسم شائع ومألوف في الأوساط غير الطبية ويرجع ذلك لكون تلك الحالة ليست بالنادرة. تنتشر هذه الحالة لدى العديد من النساء منذ سن 18 وحتى 44 عام بل إنها أشهر مرض هرموني لدى النساء في سن الخصوبة وكما يشير الاسم “متلازمة” فإن هذا المرض لا يشمل خلل في عضو محدد بأعراض مترابطة بل يشمل مجموعة من الأعراض المختلفة والناتجة عن خلل في أكثر من عضو أبرزها المبيضين.

سبب متلازمة تكيس المبايض
علي الرغم من كون تلك الحالة ليست نادرة إّلا أن تحديد سبب مباشر لحدوثها غير مؤكد، لكن يوجد العديد من الأسباب المحتملة والتى من الممكن أن تؤدي لحدوث متلازمة تكيس المبايض بالأخير. أحد تلك الأسباب هو وجود تاريخ وراثي لتكيس المبايض أو خلل هرموني آخر. وربما خلل في وظائف المبيضين أو الغدة الكظرية أو النخامية أدى بالأخير لاختلال حالة التوازن بين الهرمونات الجنسية وعلي وجه التحديد زيادة نسبة الهرمونات الذكرية.
أعراض ومضاعفات متلازمة تكيس المبايض
تختلف الأعراض من امرأة لأخرى وليس بالضرورة ظهور كل الأعراض في نفس الشخص، تشمل هذه أعراض متلازمة تكيس المبايض:
- اضطرابات في الدورة الشهرية والنزيف أو انقطاع الدورة الشهرية تماماً.
- زيادة شعر الجسم والوجه بشكل مبالغ فيه.
- ظهور حب الشباب أو زيادته.
- تغير الصوت بحيث يميل أكثر لصوت الذكور.
- زيادة الوزن وخصوصاً في منطقة البطن.
- آلام وثقل في منطقة الحوض.
من المضاعفات واردة الحدوث فيما بعد:
- الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني
- العقم
- سرطان بطانة الرحم
- ارتفاع ضغط الدم
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
- مشاكل في التنفس خصوصاً أثناء النوم
هل تكيس المبايض يعني العقم؟
يعتبر هذا هو القلق الأكبر لدى النساء اللاتي تم تشخيصهن بتكيس المبايض ولكن مجرد التشخيص بتكيس المبايض لا يعني بالضرورة العقم وعدم القدرة على الإنجاب.

يقلل الاضطراب الهرموني الحادث من فرص حدوث التبويض والحمل بشكل طبيعي بالتأكيد ولكن لا يجعله مستحيلاً، كما يعتمد ذلك أيضا على درجة تطور المرض ودرجة الاضطراب في الهرمونات وارتفاع مستوى الهرمونات الذكرية وإذا كان التكيس في كلا المبيضين أم في مبيض واحد، وكما أن الالتزام بالعلاج الموصوف من الطبيب يساعد كثيراً في السيطرة علي الحالة وتحسن آداء المبيضين مما يزيد من فرص حدوث التبويض والحمل الطبيعي وفي بعض الحالات يمكن اللجوء لللتلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب.
هل تكيس المبايض قابل للشفاء؟
كغيره من الاضطرابات الهرمونية فمتلازمة تكيس المبايض غير قابلة للشفاء بشكل نهائي ولكن يمكن التحكم في الأعراض عن طريق محاولة تصحيح حالة عدم الاتزان في الهرمونات الجنسية وغيرها من الأعراض التي تلازم هذا المرض مما يقلل من تدهور الحالة والمضاعفات المحتملة.
استراتيجية العلاج
يعتمد الأطباء في علاج تكيس المبايض علي علاج دوائي وعلي تغيير نمط حياة المريضة والذي ثبت أن له فعالية في السيطرة علي الحالة وتقليل الأعراض.
أمّا العلاج الدوائي فعن طريق بعض أدوية منع الحمل وعقار ميتفورمين الذي يستخدم في علاج مرض السكر من النوع الثاني، فقد ثبت أن لهذا العقار تأثير معاكس للهرمونات الذكرية كما أنه يساعد في تحسين حالة وعمل المبيضين ويقلل مقاومة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين ويساعد في خسارة الوزن.
أمّا تغيير نمط الحياة فثبت أن خسارة الوزن وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي يساعد في تعزيز وظائف المبيض وعملية التبويض.
متى يجب زيارة الطبيب؟
كما هو ملاحظ فأعراض تكيس المبايض كثيرة وغير مترابطة ومن الممكن أن يلاحظ وجود عرض أو أكثر منها في العديد من الأمراض الأخرى، لذلك إذا كنتِ تعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية مع أحد الأعراض الأخرى التي ذكرناها أو بدونها فعليك زيارة طبيبك للاطمئنان وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد واكتشاف المرض في المراحل الأولى.
مقالات ذات صلة:
- متلازمة تكيس المبايض: الأعراض والمضاعفات وهل تؤدي للعقم؟
- 14 سبباً وراء اضطرابات الدورة الشهرية – تعرفي عليها!