يشبه البعض الحمل بحالة التطفل والجنين بأكبر طفيل يمكن أن يصيب جسم الإنسان. خلال تسعة أشهر كاملة تحمل الأم كائناً آخر داخل جسدها وهو ما يؤثر بالطبع علي جسدها بشكل ملحوظ ويؤثر علي شكل جسدها وعملياته الحيوية ليلائم الوضع الراهن وليستطيع جسد الأم توفير الغذاء والحماية لشخصين بدلاً من شخص واحد. معظم تلك التغيرات التي تطرأ علي جسم المرأة تختفي بعد الولادة لكن البعض الآخر يبقى للأبد وهذا ما سنعرضه في هذا المقال.

1 – مقاس الحذاء
معظم النساء اللاتي خُضن تجارب الحمل لاحظن ازدياد حجم القدم قليلاً لكن القليل فقط قد يعرف السبب، ويبقي لدى الكثير أمل أن يعود مقاس أقدامهن كما كان قبل الحمل وهذا ما لا يحدث. يتغير مقاس القدم لسببين: أولهما زيادة الوزن أثناء الحمل فيتسبب هذا الوزن الزائد بالضغط علي القدم مما يجعل تقوس القدم يزول شيئاً ما وتصبح القدم مسطحة أكثر.
السبب الثاني هو هرمون الريلاكسين الذي يُفرز قٌرب وأثناء الولادة. هدف هرون الريلاكسين هو إضعاف أربطة الحوض وجعلها تتمدد ليسمح للعظام بالابتعاد عن بعضها البعض لتتم عملية الولادة، لكن هذا الهرمون لا ينتقي أربطة الحوض فقط بل يؤثر بشكل ما علي جميع أربطة الجسم بما فيها أربطة القدم فيجعلها مسطحة أيضاً.
2 – زيادة الوزن
من المعروف أن زيادة الوزن خلال الحمل أمر طبيعي، لكن الغريب أن المرأة لا تعود للوزن الطبيعي بعد الولادة في كل الأحيان، حيث تشير الإحصائيات إلي أن واحدة من بين كل خمس نساء يكتسبن وزناً زائداً عن وزنهن الطبيعي قبل الحمل حتى بعد الولادة بسنوات.
3 – تغيرات في المهبل
يتمدد المهبل بشكل كبير أثناء الولادة حتي يُمرر رأس الجنين وعلي الرغم من انقباضه مرة أخرى بعد الولادة وعودته للوضع الطبيعي عند بعض النساء إلا أن ذلك لا يحدث عند نسبة أكبر. يتراوح ذلك التغيير تبعاً لعدة عوامل منها أسباب هرمونية وجينية ونوع الولادة ووزن الأم وحجم رأس الجنين.
4 – فقدان الأسنان
أشارت الإحصائيات لوجود ارتباط قوي بين الحمل والولادة وصحة الأسنان. وبين عدد مرات الحمل وفقدان الأسنان فكلما زادت عدد مرات الولادة كلما زادت احتمالية فقدان الأسنان. لذلك يوصي الأطباء بتناول المكملات الغذائية أثناء فترة الحمل والعناية الجيدة بالأسنان أثناء الحمل وبعد الولادة حيث إن أي ضرر يلحق بالأسنان أثناء الحمل غالباً ما يستمر بعد ذلك.
5- انكماش حجم الثدي
يتكون الثدي من أنسجة وغدد نشطة لإنتاج الحليب ومن نسيج دهني. في الفترة الأخيرة من الحمل وبعد الولادة يزداد حجم الثدي بشكل ملحوظ نتيجة ازدياد حجم الغدد اللبنية استعداداً لعملية الرضاعة، لكن زيادة تلك الغدد يكون علي حساب النسيج الدهني، بعبارة أخرى تختفي الدهون وتزداد الغدد. بعد انتهاء فترة الرضاعة تنكمش الغدد اللبنية وتعود لحجمها الطبيعي كما كانت قبل الحمل ولا يعود النسيج الدهني مرة أخرى إذا لم تكتسب المرأة وزناً زائداً فيصغر حجم الثدي.
6- ترهل الثدي
يترهل الثدي نتيجة العملية السابقة من الانكماش الذي يلي زيادة الحجم مما يؤدي لتمدد الأربطة ونسيج الإيلاستين الذي يدعم دهون الثدي. من المهم معرفة أن هذا الترهل ينتج عن الحمل وهرموناته ويزداد الأمر سوءاً مع زيادة وزن المرأة والتدخين، لكن الرضاعة الطبيعية ليس لها دخل بذلك.
7- انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي
بالرغم من تلك الآثار السيئة التي يسببها الحمل لجسد المرأة وثدياها فإن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل ملحوظ. (مقال ذو صلة: خمسة أشياء تساعد على الوقاية من سرطان الثدي)
8- علامات تمدد الجلد
من أسوأ المشكلات التي تواجه النساء بعد الحمل هي ظهور علامات وردية بالجلد في منطقة البطن نتيجة تمدد الجسم خلال فترة الحمل. من حسن الحظ ان تلك العلامات تصبح أفتح في اللون مع الوقت ويمكن أن تختفي خلال عام أو عامين.
9- ضعف التحكم في التبول
لا تحدث تلك المشكلة لكل النساء، لكن في بعض الحالات نتيجة خروج الطفل من مجرى الولادة فإن ذلك يؤثر علي عضلات قاع الحوض والعضلات المتحكمة في المثانة وعملية التبول مؤدياً إلي إضعافهم مما يؤدي لتساقط قطرات البول بين الحين والآخر بدون قصد. يمكن عمل بعض التمارين الرياضية كتمرين كاجال لتقوية هذه العضلات مرة أخرى. يمكن أن يحدث ذلك في حالة الولادة القيصرية أيضاً.
10- سقوط الشعر
تعاني الكثير من النساء من سقوط الشعر بشكل مبالغ فيه في الستة أشهر الأولى بعد الولادة ويرجع ذلك إلي ان ارتفاع معدل الهرمونات أثناء فترة الحمل يعمل علي زياة نمو وكثافة شعر الرأس بشكل كبير، وبانخفاض مستوى تلك الهرمونات بشكل مفاجئ بعد الولادة يتساقط الشعر بشكل ملحوظ. غالباً ما يرجع الشعر لحالته الطبيعية بعد ذلك.

11-تغيرات في البشرة
يرتفع مستوى الميلانين في البشرة أثناء الحمل مما يؤدي لظهور خط أسود يمتد طولياً من البطن إلي منطقة الحوض، كما يمكن أن تظهر بعض التصبغات بنية اللون أو النمش والكلف والشامات. غالباً ما تزول هذه العلامات بعد الولادة وبمرور الوقت لكن من الممكن أن تبقى. لذلك ينصح الأطباء النساء في فترة الحمل بارتداء القبعات واستعمال واقي الشمس لتقليل فرض حدوث تلك التصبغات.
12-انخفاض الرغبة الجنسية
يحدث ذلك نتيجة ارتفاع معدل هرمون البرولاكتين وانخفاض هرمون الإستروجين أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. قد يستغرق الأمر عام كامل حتي تستعيد المرأة رغبتها الجنسية كاملة.
13- الدوالي
نتيجة لحجم ووزن الرحم وضغطه علي الأوعية الدموية يصعب عودة الدم من الجزء السفلي للجسم إلي القلب مرة أخرى مما يؤدي لتضخم الأوردة مكونة الدوالي والبواسير. غالباً ما تعود الأمور لطبيعتها بعد الولادة بستة أشهر أو سنة ويمكن تقليل فرص حدوث تلك المشكلة بالحفاظ علي التمارين الرياضية وتناول الأطعمة الغنية بالألياف لتقليل فرص حدوث الإمساك.
14- سكر الحمل
طبقاً للإحصائيات فإن 10% من الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية يعانين من ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء حملهن فيما يُعرف بسكر الحمل، لا تنتهي المشكلة عقب الولادة فقد وُجد أن نصف هؤلاء النساء يصابون بمرض السكر من النوع الثاني فيما بعد.
15- قد تصبحين “كايميرا”
تُعرف هذه الظاهرة بوجود خلايا مختلفة عن خلايا الجسم، فبعد الولادة ودفع الجنين خارج جسم الأم تبقى عدة خلايا من الجنين في جسد الأم وتعبر عن طريق المشيمة لتتجول داخل الجسم. تم اكتشاف ذلك عند تشريح أجساد نساء ليجدو خلايا تحتوي علي حمض نووي ذكري داخل أدمغتهن. بمعني آخر خلاياك بعد الولادة ليست كما هي قبل الولادة. فقد يترك لك طفلك بعض خلاياه لتعيش داخلك للأبد.
موضوعات مرتبطة: