هل سبق وأن فتحت عيناك على ما يشبه الكابوس! حركتك مشلولة وتشعر بالاختناق وتحاول الصراخ أو الحركة بدون فائدة؟ هل امتد الأمر لإحساسك بشئ ما يلمس جسدك أو يكتم أنفاسك! ربما حدث لك ذلك وربما سمعت ذلك من أحد المحيطين بك وهو يصف بشاعة ورعب تلك التجربة ويحاول الوصول لسبب أو علاج لذلك.

ومن هنا تبدأ الخرافات بالظهور كالعادة فيدعي البعض أن ذلك نتيجة كيان شيطاني أو أرواح شريرة تسيطر على الإنسان وتبدأ رحلة الطقوس الغريبة للتخلص من تلك المشكلة بدون فائدة. بالرغم على بشاعة تلك التجربة إلا إنها ليست بتلك الخطورة وهي ما يطلق عليها العلماء “شلل النوم” ويشتهر وسط العامة باسم “الجاثوم”
أعراض شلل النوم
تختلف أعراض شلل النوم من شخص لآخر فليس بالضرورة أن تظهر جميع الأعراض في كل الأشخاص لكن بالطبع هناك أعراض رئيسية يشعر بها الجميع وهي حالة من الشلل التام وعدم القدرة على الحركة أو الكلام في الفترة التي تسبق الوقوع في النوم العميق أو عند الاستيقاظ من النوم مباشرة ربما تكون حالة الشلل تلك مصحوبة بإحساس بالاختناق وعدم القدرة على التنفس والشعور بثقل وضغط على الصدر، ربما تصحب تلك الأعراض أيضاً بعض الهلاوس السمعية والبصرية والتي تكون غالباً مرعبة، فربما يشعر الشخص الذي يعاني من شلل النوم بكيان غريب يلمس جسده أو يحاول خنقه وقد يسمع أصواتاً غريبة ومرعبة أو أصوات غلق أبواب أو خطوات أقدام وغيرها.

تكون جميع تلك الأعراض مصحوبة بحالة من الرعب والفزع الشديدين وإحساس بالموت وتستمر لمدة تتراوح بين عدة ثوان لعدة دقائق قبل أن يستطيع الشخص المصاب بعدها تحريك جسده والتحدث بشكل طبيعي. غالباً ما تكون تلك الأعراض مصحوبة بصداع وتعرق شديد وألم بالعضلات.
أسباب شلل النوم
للتعرف على سبب حدوث تلك الظاهرة لابد من معرفة بعض المعلومات الأساسية عن النوم. في الحقيقة هناك نوعان من النوم:
- النوع الأول هو النوم العميق وهو ما تحدث فيه معظم عمليات تجديد خلايا الجسم.
- النوع الثاني هو النوم مع حركات العين السريعة REM-sleep: وترجع تلك التسمية إلى كون العين تتحرك بسرعة شديدة في تلك الفترة وهي نفس الفترة التي نرى فيها الأحلام.
أثناء نومنا ننتقل أكثر من مرة بين هذين النوعين في دورة النوم الواحدة وبالرغم من اختلاف نوعي النوم في العديد من الخصائص إلا أن الثابت بينهما هو فقدان الوعي الجزئي وحالة الشلل التام لجميع عضلات الجسد عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العين.
في الحقيقة عملية الشلل تلك في غاية الأهمية فبدونها سيتحرك الإنسان أثناء نومه ويفعل ما يراه في أحلامه دون وعي منه وقد يؤدي ذلك لإيذاء نفسه أو غيره. تحدث تلك العملية في تناغم تام بين المخ والعضلات لتتم عملية النوم بشكل سلسل وعميق.

حدوث خلل في ذلك التناغم هو ما يؤدي لحدوث شلل النوم بحيث يستعيد المخ وعيه بدون إرسال إشارات عصبية لتحرير عضلات الجسم من حالة الشلل تلك ويحدث ذلك غالباً بالتزامن مع الخروج من أو الدخول إلى مرحلة النوم مع حركات العين السريعة REM، ومع تلك الحالة الطارئة تكون منطقة المخ المسئولة عن الشعور بالخطر في أقصى نشاطها ومن المرجح أن يكون ذلك سبب الشعور بالفزع والخوف.
هناك بعض الظروف التي ترتبط بحالة شلل النوم مثل اضطرابات النوم الأخرى وعدم الانتظام في مواعيد النوم وعدم الحصول على قدر كافٍ من النوم واضطراب القلق ووضعية النوم على الظهر ووجود تاريخ عائلي للإصابة بشلل النوم، كل ذلك من شأنه زيادة احتمالية المرور بتلك التجربة السيئة. (مثال ذو صلة: مخاطر النوم الكثير لساعات طويلة)
نصائح لنوم أفضل
بالنظر إلى أنه لا يوجد سبب مباشر لحدوث ذلك الخلل في النوم فلا يوجد طريقة مباشرة أيضاً للعلاج، بل إن الأطباء لا يعتبرون شلل النوم مرضاً منفصلاً بحد ذاته وإنما يعتبر عرض لمشكلات أخرى كالتوتر واضطراب القلق وغيرها، لذلك فالتخلص من القلق والتوتر واتباع بعض الخطوات للحصول على نوم صحي من شأنها أن تقلل من حدوث تلك الظاهرة. من هذه الخطوات:
- الحصول على قدر كاف من ساعات النوم.
- الحفاظ على ميعاد ثابت للنوم والاستيقاظ.
- النوم في بيئة مريحة مُظلمة وباردة نوعاً ما.
- الحرص على التعرض لأشعة الشمس نهاراً وتقليل التعرض للأضواء أثناء الليل لتعزيز الساعة البيولوجية الطبيعية.
- تجنب العمل أو المذاكرة في مكان النوم.
- تجنب اخذ قيلولة بعد الساعة الثالثة مساءً أو أن تزيد القيلولة عن 90 دقيقة.
- تجنب تناول وجبات ثقيلة أو ممارسة الرياضة قبل ميعاد النوم.
- ممارسة الرياضة يومياً لمدة 30 دقيقة على الأقل.
- تجنب الكافيين والكحول قبل النوم.
- وضع التليفون المحمول وأي أجهزة إلكترونية في غرفة أخرى مجاورة غير غرفة النوم.
أخيراً، ظاهرة شلل النوم لا تمثل خطورة بشكل فيزيائي على جسم الإنسان ومن الممكن أن تختفى من تلقاء نفسها، أيضاً لا علاقة لها بالجن والعفاريت والأشباح كما تقول الخرافات لكن إن استمر الأمر بالتكرار فعليك زيارة طبيبك النفسي لتلقي المساعدة. (مقال ذو صلة: كيف تحصل على نوم أفضل؟)
المصدر : Medical News Today
عاش عاش جدا ، بس اضيفي القليل من المرح ، التشويق ❤️✌️