ربما تأخذك الدهشة من عنوان المقال أو تفترض أن به خطأ ما، لعلك تتساءل أيضاً ما علاقة التستوستيرون بالنساء؟ التستوستيرون هو هرمون من ضمن الهرمونات الذكرية يتم تكوينه بشكل أساسي في الخصيتين بكميات كبيرة في أجسام الذكور للقيام بعدة وظائف مهمة مرتبطة غالباً بالجنس الذكري ووظيفته، لكن بما أن هناك بعض الوظائف المشتركة بين أجساد الرجال والنساء وبما أن وظيفة التستوستيرون ليست فقط جنسية فإن هذا الهرمون يتم تكوينه وإفرازه بكميات ضئيلة من أعضاء أخرى كقشرة الغدة الكظرية وبكميات أقل من المبيضين في المرأة أيضاً.

وظيفة التستوستيرون
للتستوستيرون وظائف متعددة هامة بعيدًا عن وظيفته الأساسية في النمو والنضج الجنسي وتكوين الحيوانات المنوية في الرجال فإنه يعمل علي نمو العضلات والعظام وتكوين كرات الدم الحمراء وله دور أيضاً في العمليات التي تمد الجسم بالطاقة والحيوية والنشاط للقيام بالأنشطة المختلفة وهو مسئول كذلك عن الرغبة الجنسية وإتمام عملية تكوين الهرمونات الأخرى لدى الرجال والنساء.
أسباب نقص التستوستيرون في النساء
هناك سببان رئيسيان لنقص التستوستيرون في النساء عن المعدل المعروف أحدهما طبيعي والآخر مرضي، أمّا السبب الطبيعي فهو الوصول لسن اليأس أو الاقتراب منه، فعند الوصول لهذا السن تتدهور حالة المبيضين وإنتاجهما من الهرمونات بشكل عام، وأمّا السبب المرضي فهو مشكلة أو مرض ما في المبيضين أو الغدة النخامية أو الغدة الكظرية يؤثر على إنتاجهما من هذا الهرمون.

نتيجة نقص التستوستيرون في النساء
كما يؤدي نقص التستوستيرون في الرجال عن المستوى الطبيعي إلي مشاكل وأمراض كبيرة فكذلك نقص التستوستيرون في النساء عن معدلاته الطبيعية – والتي تتراوح بين 15 إلي 70 نانوميتر/سم3 – يؤدي إلي مشاكل أيضاً منها
* ضعف العضلات * نقص النشاط والخمول * اضطرابات في النوم * نقص أو انعدام الرغبة الجنسية * التعب المتواصل * زيادة الوزن * مشاكل في الخصوبة * اضطرابات في الدورة الشهرية * جفاف المهبل * هشاشة العظام.
التشخيص
ربما تلاحظ أن تلك الأعراض قد تكون مشتركة مع أمراض أخرى كثيرة لذلك فإن تشخيص الحالة أو اكتشافها يكون صعباً بعض الشئ، يرجع ذلك أيضاً إلي أن الأبحاث في ذلك الموضوع ليست قاطعة، لذلك عندما تعاني المرأة من تلك الأعراض أو بعضها فإن الطبيب غالباً ما يبدأ بالتفكير في بعض الأمراض الأخرى الأكثر انتشاراً والتي قد تسبب تلك الأعراض ويقوم باستبعادها واحداً تلو الآخر ومن تلك الأمراض علي سبيل المثال 1- نقص هرمونات الغدة الدرقية 2- الاكتئاب 3- اضطرابات القلق 4- الضغط العصبي أو بعض الأمور الطبيعية كالاقتراب من سن اليأس.
بعد استبعاد هذه الحالات أو غيرها يبدأ الطبيب في طلب تحليل لنسبة التستوستيرون في الدم في أوقات معينة مراعاة لأن مستوى الهرمون غير ثابت في الجسم ويتغير صعوداً وهبوطاً بين أيام الشهر تبعاً للدورة الشهرية وعوامل أخرى. عند التأكد من تشخيص الحالة وأن سبب تلك الأعراض هو نقص مستوى التستوستيرون فإن الطبيب يبدأ في التفكير في استراتيجية مناسبة للعلاج .
علاج نقص التستوستيرون في النساء
ربما تبدو خطة العلاج سهلة ومنطقية من وجهة نظرك وهي إعطاء علاج هرموني بديل وحقن المريضة بهرمون تستوستيرون لكن الأمر ليس بتلك البساطة فهو أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، العلاج الهرموني بشكل عام أكثر تعقيداً مما يبدو عليه فالجسم يحتاج كميات محددة جداً من الهرمونات وزيادتها أو نقصها بمقدار نانومترات يؤدي لكوارث وأمراض جديدة، لذلك فإن العلاج بالتستوستيرون ليس سهلاً.

لا يوجد أبحاث مؤكدة حتى الآن توضح استجابة جسم الأنثى لحقن التستوستيرون بشكل واضح كما أن الأعراض الجانبية لها تعتبر مشاكل جديدة للإناث من هذه الأعراض الجانبية زيادة شعر الجسم والوجه وتساقط شعر الرأس وتغير الصوت وظهور حب الشباب أو زيادته في حالة وجوده وزيادة حجم الأعضاء التناسلية وربما العقم في أسوأ الأحوال وهذه هي الأشياء التي يستند إليها الأطباء ممن يرفضون العلاج بالتستوستيرون.
هناك بديل آخر وهو بدائل الإستروجين لاحتوائها علي نسبة من التستوستيرون لكن هذا الحل أيضاً ربما يبدو غير كافٍ لاحتواء تلك البدائل علي نسبة ضئيلة جداً من الهرمون المطلوب قد لا تكفي حاجة الجسم وهذا ما يُرجعنا للحل الأول مرة أخرى. يبقى أخذ القرار بحاجة المريضة لعلاج هرموني بديل بحقن التستوستيرون من عدمه راجعاً للطبيب بعد أخذ آراء أخرى حيث لا يضطر الطبيب لهذا العلاج إلا في الحالات الشديدة عند عدم توافر حلول أخرى أو فشل العلاج غير الهرموني في المقام الأول .
اختصاراً، فإن نقص التستوستيرون في النساء يؤدي إلي حدوث مشاكل قد تعيق حياتهن، وقد يكون ذلك مؤشر لمشاكل أكبر كقصور في نشاط المبيضين أو الغدة النخامية أو الكظرية، لذلك إذا واجهتي تلك الأعراض التي سبق ذكرها في المقال احرصي علي زيارة طبيبك للتأكد من أسباب تلك الأعراض لاتخاذ أفضل طريق للعلاج.