أصبح مرض السرطان من أكثر الأمراض انتشاراً في أيامنا هذه بسبب كثرة المواد المسرطنة وإحاطتها بنا أينما كنّا، ومع انتشار هذا المرض بهذا الشكل فإن السُبل المتاحة لاكتشافه وعلاجه أيضاً تطورت عن ذي قبل.

لا داعي للذعر من ذكر اسم هذا المرض فإن له الكثير والكثير من الأنواع بعضها خطر والأكثر منها أقل خطورة وقابل للعلاج. حتى الأنواع الخطيرة منها تكون قابلة للعلاج عند اكتشافها في مراحلها الأولى. بالرغم من كل هذا إلا أن تلقي خبر التشخيص بمرض السرطان يظل صادماً لذلك سنقدم في هذا المقال بعض الخطوات والنصائح للتعامل مع التشخيص بالسرطان.
1. احرص علي جمع المعلومات عن مرضك
للسرطان مئات الأنواع التي تختلف فيما بينها بشكل كبير لذلك احرص علي مناقشة تفاصيل السرطان الذي لديك مع الطبيب لتستطيع تحديد حالتك بدقة ليساعدك هذا علي اتخاذ قرار سليم. حاول أن تصطحب معك فرد من أفراد العائلة او صديق مقرب أثناء زياراتك الأولى مع الطبيب لتتجنب نسيانك لأي من المعلومات الهامة الآتية:
- نوع السرطان ودرجة تقدمه وانتشاره من عدمه.
- خيارات العلاج المتاحة والأعراض الجانبية لها.
- قابلية السرطان للشفاء.
- احتمالية إصابة الأبناء بنفس نوع السرطان.

2. كن صادقاً مع المقربين إليك
يلجأ البعض لإخفاء خبر الإصابة بالسرطان عن أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين إمّا من باب الإنكار أو التظاهر بالقوة. مثل هذا السلوك لا يأتي بنفع بل يؤدي إلي زيادة التوتر والقلق لدي الطرفين. إخبار من تحب بمرضك يخفف عنك ويزيدك قوة لكسب تلك المعركة.
3. رتب واستعد للتغيرات المتوقعة
اسأل طبيبك عن خطة العلاج والآثار الجانبية له، إن كان سيتسبب في سقوط الشعر أو ما إلى ذلك، ما إن كنت ستتناول العلاج في بيتك او ستضطر لقضاء بعض الوقت في المستشفى، هل ستعيق الآثار الجانبية للعلاج استمرار عملك؟ كل هذه الأسئلة يجب عليك معرفة إجابتها.
4. التزم بنمط حياة صحي
حاول الالتزام بنظام غذائي صحي يلائم حالتك ليمدك بالطاقة اللازمة وللحفاظ علي صحتك، احصل علي قدر كافٍ من النوم الذي له دور هام في تخفيف التوتر والقلق كما أنه هام جداً ليسمح لك بالتخلص من التعب الذي يسببه السرطان وعلاجه.
التزم أيضاً بممارسة الرياضة بانتظام فإن الأبحاث في فوائد الرياضة أسفرت عن أن الرياضة ليست فقط تساعد علي التعامل مع مرض السرطان لكنها أيضاً تكون مفيدة في العلاج في بعض الحالات وتعطي للمريض عُمر أطول.
5. راجع أهدافك ورتب أولوياتك
في هذا الوقت أنت في أمس الحاجة لمعرفة ما تريده حقاً وبدقة. حاول أن تعرف ما الذي يهمك أكثر وما هي الأشياء التي تمنحك الطاقة وتجعلك سعيداً وحافظ عليها ثم تخلص من أي شئ ليس له قيمة أو يشكل مصدر إزعاج لك. لا تنس إشراك من تحب في حياتك والتواصل معهم بشكل دائم والحديث عن مشاعرك فذلك يقلل التوتر والقلق بشكل كبير.

6. حاول الحفاظ علي نظام حياتك الطبيعي
الإصابة بالسرطان لا تعني توقف الحياة أو قلبها رأساً علي عقب، حاول الحفاظ علي نمط حياتك الاعتيادية قدر الإمكان مع تغييرات بسيطة لتلائم طبيعة التغير في الأمر عند اللزوم، كن علي وعي بأن هذه التغييرات هي لراحتك أكثر في الوضع الجديد ليس إلا وبعيداً عنها فإن حياتك الطبيعية مستمرة لا تتوقف.
7. خطط للنفقات المادية
عليك معرفة الطريق الذي ستسلكه لتلقي العلاج وكم سيكلفك وهل سيغطي تأمينك مصروفات هذا العلاج أم ستضطر للدفع؟ هل يوجد مستشفيات أو مؤسسات تعالج نوع السرطان لديك بالمجان؟ كيف سيؤثر مرضك علي عملك؟ وكيف سيؤثر ذلك علي راتبك ؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تعرف إجابتها منذ البداية حتي تستطيع إدارة تلك الأزمة بنجاح.
8. تواصل مع محاربين آخرين
قد تشعر أن الآخرين ممن لا يعانون من السرطان لا يستطيعون فهمك أو الشعور بك أو لا يستطيعون تقديم المشورة الصحيحة، لذلك فإنه من الجيد والصحي أن تتواصل مع محاربين قدامى “ناجين من السرطان”. سيساعدك ذلك في فهم الكثير عن المرض والعلاج ولكسب طاقة إيجابية وقوة تدفعك لمحاربة السرطان والتعافي.

9. كن قوياً بما يكفي لمواجهة المجتمع
ما زالت بعض المجتمعات تتعامل مع السرطان كوصمة عار أو شئ مُخيف فقد يعتقد البعض أن مرضك مُعدي وقد يظن آخرون أنك لم تعد تمتلك الكفاءة للقيام بعملك وقد يتجنبك البعض الآخر لمجرد خوفهم من التفوه بما قد يضايقك، لذلك عليك بالتحلي بالقوة والصبر في البداية لتوضح لكل هؤلاء طبيعة مرضك.
10. ابتكر طريقتك وخطتك الخاصة
لكل منّا بصمته التي تميزه فيمكنك ابتكار خطة للتعامل مع مرضك بالشكل الذي يرضيك ويجعلك أكثر ارتياحاً. تذكر الأشياء التي كانت تمدك بالطاقة والبهجة والقوة قبل إصابتك بالسرطان فإن تلك الأشياء في الغالب هي أكثر ما سيساعدك الآن، يمكن أن تكون تلك الأشياء هواية مفضلة أو صديق مقرب أو طقوس دينية، التصق بما يجعلك تشعر بالراحة والأمان أياً ما كان واستمر بالمقاومة.