ما هي فوائد فيتامين د للجسم ؟

فيتامين د من أهم الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم للقيام بعملياته الحيوية المتعددة، نحصل علي فيتامين د من الطعام بنسبة 10% فقط ويتم تصنيع 90% في البشرة من خلال امتصاص أشعة الشمس لذلك يُطلق عليه البعض فيتامين الشمس. يمر فيتامين د بالعديد من التحولات الكيميائية في البشرة والكلي ليتحول للصيغة النهائية الأكثر نشاطاً. فما هي فوائده على الجسم البشري؟!

فوائد فيتامين د وآثار نقصه

يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم من الطعام مما يساهم في زيادة نسبة الكالسيوم في الدم وتدفقه للعظام والأسنان وباقي أجزاء الجسم التي تحتاجه، لذلك فتوافر فيتامين د مهم جداً لصحة العظام والأسنان ونقصه في الحمل وأثناء الرضاعة يؤدي لهشاشة في عظام وأسنان الأم ويجب توفيره للطفل أيضاً في شهوره الأولى حتى ينمو بصحة جيدة ولوقايته من مرض لين العظام والكساح.

يؤدي نقص فيتامين د للعديد من الأمراض النفسية أيضاً ويزيد من معدلات الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج خاصة في فصل الشتاء لقلة التعرض لأشعة الشمس لذلك يوصي الأطباء بأخذ مكملات غذائية تحتوي علي فيتامين د في هذا الفصل. بالإضافة لتلك الفوائد المعروفة فإن هناك عدد من الدراسات الحديثة تربط نقص فيتامين د بالعديد من الأمراض الأخرى كما سنفصل لاحقاً. (مقال ذو صلة: هل المكملات الغذائية مهمة ضرورية حقاً ؟)

نقص فيتامين د وأمراض القلب 

لاحظ الباحثون وجود ارتباط بين مستوى فيتامين د بالجسم وتطور أمراض القلب والأوعية الدموية حيثُ يساعد نقص مستوى فيتامين د إلي تطور هذه الأمراض ويشكل المستوى الطبيعي له وقاية منها لكن تبقى الكيفية لحدوث ذلك غير معروفة.

أُقيمت أبحاث بعد ذلك علي الفئران لاكتشاف علاقة فيتامين د بخلايا القلب وكانت النتيجة أن هناك علاقة وثيقة بين الصيغة النشطة من فيتامين د والخلايا القلبية المسئولة عن تكوين ندبة من نسيج ليفي بعد تعرض القلب لجلطة أو ما شابه ذلك نتيجة نقص الدم الذي يغذي عضلة القلب.

هذه الندبات التي تتكون في عضلات القلب تُضعف آداؤه فيما بعد وعند زيادتها تؤدي لفشل القلب تماماً،ويكمن دور فيتامين د في هذه الحالة في تثبيط تكوين هذه الندبات الليفية والحفاظ علي النسيج الطبيعي للقلب وبالتالي الوقاية من فشل القلب.  لكن للأسف لم يتم إثبات ذلك علي الإنسان بعد وما زال الأمر يحتاج لدراسات اكثر علي البشر لتأكيده. (مقالة ذو صلة: علاقة النوم الكثير بأمراض القلب والشرايين)

فيتامين د والوقاية من السرطان 

لفيتامين د خصائص وقائية من بعض أنواع السرطان كسرطان الثدي والقولون وهذه المعلومة الطبية تم تأكيد صحتها بعد دراسات مُطولة علي الإنسان أثبتت أن الإصابة بسرطان الثدي يرتفع بشكل كبير في الإناث الذين يعانون من انخفاض مستوى فيتامين د في الدم عن أولئك الذين يحافظون علي النسبة الطبيعية له.

كما يوجد دراسات أخرى أسفرت عن وجود علاقة عكسية بين نسبة فيتامين د في الدم وسرطان الأمعاء والقولون، فقد وُجد أن من يعانون من نقص فيتامين د من المُرجح أن يصابوا بسرطان القولون بنسبة 33% أكثر من غيرهم من الأصحاء الذين لا يعانون من نقص فيتامين د. وهؤلاء الذين ترتفع نسبة فيتامين د لديهم عن الحد الأدنى الطبيعي تقل فرصة إصابتهم بسرطان القولون بنسبة 22% عن غيرهم. (مقال ذو صلة : السرطانات اللطيفة – تعرف على أمراض السرطان الأعلى في نسب الشفاء!)

فيتامين د و السمنة 

لاحظ أحد الباحثين وجود علاقة بين نقص فيتامين د في الدم وبين زيادة الدهون في منطقة البطن فوجد علاقة عكسية بين الأمرين فغالباً يكون مستوى فيتامين د أقل من الطبيعي في أولئك الذين يعانون من السمنة خصوصاً في منطقة البطن، لذلك يُنصح بعمل التحاليل اللازمة لمن يعانون من السمنة لتفقد مستوى فيتامين د لديهم.

لم تستطع هذه الدراسة أن تبين ما إذا كانت السمنة هي ما تؤدي لنقص فيتامين د أو العكس لذلك فإن هذا الموضوع ما زال بحاجة للمزيد من الدراسات.

فيتامين د والجهاز العصبي 

افترضت بعض الأبحاث وجود علاقة بين فيتامين د والوقاية من مرض الزهايمر والتصلب المتعدد والآلام المُزمنة لكن تلك الدراسات لم تُوفق لإثبات ذلك وما زلنا ننتظر المزيد منها لإثبات وجود علاقة أو نفيها.

وأخيراً فإن نقص فيتامين د ليس أمراً نادراً بل هو أكثر انتشاراً مما تتوقع خصوصاً بين السيدات، لذا احرص علي تفقد مستوى فيتامين د لديك بعد الرجوع للطبيب للحفاظ علي نسبته الطبيعية للوقاية من العديد من الأمراض.